باب الطاء:

وأمَّا الطاء1 فأُبدلتْ من التاء لا غيرُ. أُبدلت2 باطِّرادٍ البتَّةَ، ولا يجوز غير ذلك، من تاء "افتَعَلَ" إذا كانت الفاء صادًا أو ضادًا أو طاء أو ظاء. فتقول في "افتَعَلَ" من الصَّبر: اصطَبَرَ، ومن الضَّرب: اضطَرَبَ، ومن الظَّهرِ اظطَهرَ،3 و4 من الطَّرْدِ: اطَّرَدَ، [34 ب] فتُدغِم لأنك لمّا أبدلتَ التاء طاء اجتمع لك مِثلان، الأوَّلُ منهما ساكنٌ، فأدغمت. ولم تُبدِلِ التاءَ لأجل الإدغام، بل للتباعد الذي بين الطاء والتاء، كما فعلتَ ذلك مع الضاد والظاء والصاد؛ ألا ترى أنك أبدلت من التاء طاء ولم تُدغِم، لمَّا لم يجتمع لك مثلان؟

والتباعدُ الذي بين التاء وبين هذه الحروف أنَّ التاء منفتحةٌ مُنسفلةٌ، وهذه الحروف مُطبَقةٌ5 مُستعلِيةٌ. فأبدلوا من التاء6 أُختَها في المخرج، وأختَ هذه الحروف في الاستعلاء والإطباق وهي الطاء.

وأُبدلتْ بغير اطِّراد، من تاء الضمير بعد الطاء والصاد، 7 فقالوا: فَحَصْطُ وخَبَطُّ وحَفِظْطُ وحِضْطُ8، يريدون: فَحَصتُ وخَبَطتُ وحَفِظتُ وحِضتُ9. والأكثر التاء. والعِلَّة في الإبدال كالعِلَّة في "افتَعَلَ" من التباعد الذي ذكرنا بين التاء وبين الصاد والطاء، فقرَّبوا ليسهل النُّطقُ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015