والسادس الطلب كـ"استَفعَلَ": نحو: تَنَجَّزَ حَوائجَه واستَنجَزَها.
والسابع التكثير: كقولك: تَعطَّينا1.
والثامن التَّرك: كقولك: تَحوَّبَ وتأثَّمَ أي: تَركَ الإِثَم والحُوبَ.
افعَنْلَلَ وافعَنْلَى: أمَّا "افعنللَ" فلا يكون أبدًا متعدّيًا، نحو: اقعَنسَسَ2 واحرَنجَمَ3.
وأمَّا "افعَنلَيتُ"4 فزعم أبو الفتح أنه يكون متعدّيًا وغير متعدّ5. فغيرُ المتعدّي نحو: احرَنبَى الديكُ6. والمتعدّي نحو: اغرَندَى7 واسرَندَى8. قال الراجز9:
قَد جَعَلَ النُّعاسُ يَغرَندِينِي ... أَدفَعُهُ عَنِّي, ويَسرَندِينِي
وزعم سيبويه أنه لا يتعدَّى. والصحيحُ ما ذهب إِليه سيبويه، إِذ لم يُسمَع متعدّيًا إِلَّا في هذا الرجز، وغالبُ الظنّ فيه أنه مصنوع. قال [أبو بكر] 10 الزُّبيديُّ: أَحسِبُ البيتينِ مَصنُوعَينِ.
أَفْعَلَ: يكون متعدّيًا وغيرَ متعدّ. فالمتعدّي كـ"أَكرَمَ"، وغيرُ المُتعدّي كـ"أَخطأَ"11. ولها أحدَ عشَرَ معنى12: الجَعْلُ، والهُجومُ، والضِّياءُ، ونَفيُ الغَريرة، والتَّسميةُ، والدُّعاءُ، والتعريضُ، وبمعنى "صارَ صاحِبَ كذا"، والاستحقاقُ، والوجودُ، والوصولُ.
فالجَعلُ على ثلاثة أوجه: أحدها أن تجعله يَفعلُ، كقولك: أَخرَجتُه وأَدخَلتُه، أي: جعلتُه خارجًا وداخلًا13. والثاني أن تجعله على صفةٍ، كقولك: أَطردتُهُ: جَعلتُه طَريدًا. وثالث أن تجعله صاحب شيء، نحو أَقبَرتُه: جعلتُ له قَبرًا