وقول الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56] .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
موضوع هذا الكتاب: بيان التوحيد الذي أوجبه الله على عباده، وخلَقهم لأجله وبيان ما ينافيه من الشرك الأكبر، أو ينافي كماله الواجب أو المستحب من الشرك الأصغر والبدع.
ومعنى كتاب: مصدر كَتَبَ بمعنى جمع، والكتابة بالقلم جمع الحروف والكلمات.
والتوحيد: مصدرُ وحّده، أي جعله واحداً -والمراد به هنا: إفراد الله بالعبادة.
وخلقت: الخلق هو إبداع الشيء من غير أصل ولا احتذاء.
ليعبدون: العبادة في اللغة: التذلّل والخضوع. وشرعاً: اسمٌ جامعٌ لما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة.
والمعنى الإجمالي للآية: أن الله -تعالى- أخبر أنه ما خلق الإنس والجن إلا لعبادته، فهي بيانٌ للحكمة في خلقهم، فلم يرد منهم ما تريده السادة من عبيدها من الإعانة لهم بالرزق والإطعام، وإنما أراد المصلحة لهم.
ومناسبة الآية للباب: أنها تدل على وجوب التوحيد، الذي هو