دار المهاجرين: يعني: المدينة إذ ذاك.
فلهم ما للمهاجرين: أي: في استحقاق الفيء والغنيمة.
ما على المهاجرين: من الجهاد وغيره.
كأعراب المسلمين: الساكنين في البادية من غير هجرة ولا غزو.
فاسألهم الجزية: أي: اطلب منهم أن يدفعوا الجزية، وهي مالٌ يؤخذ من الكفار على وجه الصغار والذلة لهم، واشتقاقها من الجزاء كأنها جزاءٌ عن القتل.
فإن أبَوا: أي امتنعوا عن الدخول في الإسلام ودفع الجزية.
حاصرت أهل حصن: الحصن: كل مكان محميّ محرز، وحاصرتهم: ضيقت عليهم وأحطت بهم.
ذمة الله وذمة نبيه: الذمة هنا العهد.
أن تُخفروا ذممكم: أي: تنقضوا عُهودكم.
المعنى الإجمالي للحديث: يذكر لنا هذا الصحابي الجليل بريدة بن الحصيب رضي الله عنه ما كان يفعله النبي –صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عندما يرسل الجيوش والسرايا للقتال في سبيل الله، أنه كان يوصي القواد بالتحرز بطاعة الله من عقوبته بالتزام التقوى، ويأمرهم بالشروع في الغزو مستعينين بالله ليقاتلوا الكفار؛ لإزالة كفرهم حتى يكون الدين كله لله، وينهاهم عن الخيانة في العهود والأخذ من المغانم قبل قسمتها، وعن تشويه القتلى وقتل من لا يستحق القتل من الولدان. وعندما يلاقون عدوهم فإنهم يخيِّرونهم بين ثلاثة أمور: إما أن يدخلوا في الإسلام، وإما أن يؤدوا الجزية، وإما أن يقاتلوهم. فإن دخلوا في الإٍسلام خُيروا بين أمرين: إما الانتقال إلى دار الهجرة، ولهم ما للمهاجرين وعليهم ما على