ولأبي داود بسند صحيح عن عروة بن عامر، قال: ذُكِرت الطيرة عند رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال: "أحسنها الفأل، ولا تَردّ مسلماً, فإذا رأى أحدكم ما يكره فليقل: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت ولا يدفع السيئات إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بك" (?) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ترجمة عروة: هو: عروة بن عامر القرشي، وقيل: الجهَني المكي. ذكره ابن حبان في الثقات.
ولا ترد مسلماً: بخلاف الكافر فإنها تردّه عن قصده.
لا يأتي بالحسنات ... إلخ: أي: ولا تأتي الطيرة بالحسنات ولا تدفع السيئات.
ولا حول: الحول: التحول والانتقال من حالٍ إلى حالٍ.
ولا قوة: على ذلك.
إلا بك: وحدك.
المعنى الإجمالي للحديث: يذكر الراوي أن الطيرة ذُكرت عند النبي –صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؛ ليبين حكمَها وما يُعمل حيالَها، فأبطل النبي –صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الطيرة، وأخبر أن الفأل منها؛ ولكن خيرٌ منها –وأخبر –صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن الطيرة لا تردُّ مسلماً عن قصده؛ لإيمانه أنه لا ضارّ ولا نافع إلا الله، وإنما ترد المشرك الذي يعتقدها –ثم أرشد –صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلى العلاج الذي تدفع به الطيرة وهو هذا الدعاء المتضمن تعلق القلب وحده في جلب النفع ودفع