اثنتين وثمانين وستّمائة.
[357 أ] جعفر بن يوسف بن عبد الله بن محمّد بن الحسن بن علي بن أبي الحسين، الكلبيّ، أبو محمّد، ابن أبي الفتوح- ويقال أبي الفتح- الأمير تاج الدولة، سيف الملّة، ابن الأمير ثقة الدولة، أحد أمراء صقلّية المعروفين ب «بني أبي الحسين».
قام بأمر صقلّيّة نيابة عن أبيه الأمير أبي الفتح ثقة الدولة يوسف لمّا فلج وتعطّل جانبه الأيسر في [أواخر رجب] (?) سنة ثلاث وأربعمائة، فلقّبه الحاكم بأمر الله منصور ابن العزيز ب «تاج الدولة وسيف الملّة» (?)، فاستقرّ على ولايته.
وفي آخر رجب سنة خمس وأربعمائة خالف عليه أخوه الأمير علي بن يوسف، فقتله بمعونة أخويه أحمد وحسن (?).
ثمّ خرج أهل صقلّية عن طاعته لظلمه وحصروه، فخرج إليهم أبوه يوسف في محفّة حتّى ردّهم عن محاربته، وصرفه عنهم، وولّى عليهم ابنه تأييد الدولة أحمد الأكحل بن يوسف في سادس المحرّم سنة عشر وأربعمائة، وسيّره (?) من صقلّية إلى القاهرة فقدمها. وسار أبوه من بعده
إليها بأموالها وكانت كثيرة جدّا (?).
[393 أ] جلدك بن عبد الله، الأمير شجاع الدين، أبو المنصور، المظفّريّ، التقويّ (?).
ولد في أعوام بضع وأربعين وخمسمائة [ ... ]، تأدّب وتفقّه وسمع من السّلفيّ. وكان يعرف كتاب الصحيح لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاريّ. وكتب بخطّه أربعا وعشرين ختمة قرآن. وشهد عدّة مواقف في الجهاد.
وولي ثغر الإسكندريّة ودمياط وشدّ الدواوين بديار مصر.
ومات بالقاهرة عن نيّف وثمانين سنة في ثامن عشرين شعبان سنة ثمان وعشرين وستّمائة.
ومن شعره قوله [الدوبيت]:
المرء مع الزمان في حالاته ... ينقاد لحكمه على علّاته
فاقصد في السعي إنّ في أوقاته ... يأتيك الرزق مسرعا من ذاته
وقوله [الدوبيت]:
قبّلت فم الحبيب والشرب نيام ... سرّا وفضضت من ثناياه ختام
أحببت بأن أبلّ باللثم أوام ... فازداد قلبي وازددت هيام (?)