فانتفض ثابت بفلسطين وخرج بأهلها إلى طبريّة، وقد خلع مروان. فحاصرها، وعليها الوليد بن معاوية بن مروان بن الحكم، فقاتله أيّاما. فبعثمروان بأبي الورد مجزأة بن الكوثر بن زفر بن الحارث مددا لأهل طبريّة، فقاتلوا ثابتا وهزموه واستباحوا عسكره، فعاد إلى فلسطين وأبو الورد في أثره، فاقتتلا مرّة ثانية، فانهزم ثابت، وتفرّق عنه أصحابه وأسر (?) ثلاثة من أولاده حملوا إلى مروان، ومرّ ثابت على وجهه يريد مصر، فبعث إليه حفص بن الوليد [الحضرميّ] بشرحبيل بن قليب الحجريّ ليمنعه. وخرج إليه زبّان بن عبد العزيز [بن مروان] ببني أميّة ومواليه إلى الهامّة من أرض مصر، واجتمع إلى زبّان جمع من قيس، فقاتلوا ثابتا فهزموه. فظفر به الرماحس بن عبد العزيز الكنانيّ عامل مروان على فلسطين، فبعثه موثقا بعد شهرين. فأمر مروان به وبأولاه الثلاثة فقطعت أيديهم وأرجلهم، وحملوا إلى دمشق فألقوا على باب المسجد، ثم صلبهم على أبواب المدينة (?)، وذلك سنة سبع وعشرين ومائة.
[346 ب] أبو التقى (?) الصوفيّ، يلقّب بنجم الدين. له رواية عن ابن الجوزيّ. وقدم مصر
رسولا من بغداد. ومات بدمشق في جمادى الأولى سنة إحدى وثلاثين وستّمائة. ويقال: اسم أبيه: تاوان بن أحمد.
وله نظم.
[346 ب] ثعلب بن عبد الله بن عبد الواحد، الخطيب، يلقّب رضيّ الدين، أبو العبّاس.
أوّل من خطب بالمسجد المجاور لقبّة الشافعيّ. وناب في الحكم بالجيزة. ومات في ذي الحجّة سنة إحدى وثلاثين وستّمائة.
[347 أ] ثعلبة بن سلامة بن جحدم بن عمرو بن الأجذم بن ثعلبة بن مازن بن مزين بن مالك، ابن أبي عزم بن هوكلان بن الزّهد بن سعد بن الحارث بن عديّ بن الحارث بن مرّة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، أبو سلمة، العامليّ.
خرج من دمشق مع كلثوم بن عياض وبلج بن بشر في الجيوش. ومرّ بمصر وصار إلى إفريقيّة، فشهد حروب كلثوم، وأقام مع بلج إلى أن مات بلج (?)، فقدّم أصحابه عليهم بقرطبة ثعلبة لأنّ هشام بن عبد الملك عهد إليهم لمّا سيّرهم من دمشق إلى إفريقيّة، إن حدث ببلج وكلثوم حدث،