المقفي الكبير (صفحة 881)

بستانه بخليج بني وائل خارج مدينة مصر، وكان العزيز بالله مبرزا بعين شمس، فعاد إلى البستان وأقام به حتى فرغ من جهازه. وغسّله القاضي محمد بن النعمان وكفّنه في ستّين ثوبا. وأخرج من البستان مع المغرب وحمل بين يديه فصلّى عليه بالقرافة، وحمل إلى القصر فدفن به.

[شيء من شعره]:

وكان تميم فاضلا شاعرا ماهرا لطيفا ظريفا.

وقال في كتاب «معاقرة الشراب»: إنّ تميما ركب في النيل متنزّها فمرّ ببعض طاقات الدور المشرفة على النيل وجارية تغنّي [الكامل]:

نبّهت ندماني بدجلة موهنا ... والنجم في أفق السماء معلّق

والبدر يضحك وجهه في وجهها ... والماء يرقص حولنا ويصفّق

فاستحسن ذلك وطرب عليه وما زال يستعيده ويشرب عليه حتى انصرف وهو لا يعقل سكرا.

فلمّا أصبح عارضه فقال [المتقارب] (?):

شربنا على النيل لمّا بدا ... بموج يزيد ولا ينقص

كأنّ تكاثف أمواجه ... معاطف جارية ترقص

فأحسن ما شاء. وبلغ هذا الشعر عبد الله بن محمد الكاتب (?)، فجمع شعراء إفريقيّة وأمرهم أن

يقولوا في معناه فلم يأتوا بطائل.

وقال [الخفيف]:

وانجلى الغيم عن هلال تبدّى ... في يد الأفق مثل نصف سوار (?)

وقال [الخفيف]:

وكأنّ الصباح في الأفق باز ... والدّجى بين مخلبيه غراب (?)

وكأنّ السماء لجّة بحر ... وكأنّ النجوم فيها حباب

وقال [البسيط]:

ناولتها شبه خدّيها مشعشعة ... بكرا كأنّ سناها ضوء مقباس

تقبّلتها وقالت وهي ضاحكة ... وكيف تسقى خدود الناس للناس؟ (?)

... قلت: اشربي، إنّها دمعي، وحمرتها ... دمي، وطابخها في الكأس أنفاسي

قالت: إذا أنت من حيي بكيت دما ... فسقّنيها على العينين والرأس

طور بواسطة نورين ميديا © 2015