المقفي الكبير (صفحة 879)

1024 - تبر الإخشيديّ [- 360] (?)

[281 ب] نافق في شعبان سنة تسع وخمسين وثلاثمائة بأسفل الأرض، فأرسل إليه جوهر القائد يستعطفه فلم يجب. فسيّر إليه عسكرا فحاربه بناحية صهرجت ونهبها ومضى منهزما إلى الشام في البحر.

فأخذ بمدينة صور وحمل إلى القاهرة فدخل على فيل مع عليّ بن جعفر بن فلاح وشهر في البلد وسجن إلى صفر سنة ستّين وثلاثمائة. [و] اشتدّت المطالبة عليه بالمال وضرب بالسوط، وقبضت ودائعه، وقبض على جماعة من أصحابه وسجنوا في القيود. وفي ربيع الآخر جرح نفسه فأقام أيّاما ومات. فسلخ بعد موته وصلب عند كرسيّ الجسر (?) خارج مصر إلى جانب من صلب من أصحابه.

1025 - ترمش الطولونيّ [- 283] (?)

[307 أ] ترمش بن عبد الله، أحد موالي الأمير أبي الجيش خمارويه بن أحمد بن طولون.

ترقّى في الخدم إلى أن اختلف القوّاد على جيش بن خمارويه، واجتمعوا على خلعه. فهجم عليه ترمش وأمسكه وهمّ بقتله ثمّ كفّ عنه. وخلعوه وأقاموا أخاه هارون بن خمارويه (?)، وقام بأمره أبو جعفر

محمد بن أبّا، فلم تنضبط الأمور، وتغلّب بدر (?) وصافي وفائق ونحوهم من القوّاد على الدولة.

فعزّ ذلك على ابن أبّا، وكان صاحب مكر ودهاء، وفي نفسه حقد على ترمش لكونه قبض على الأمير جيش حتى تمّ خلعه، وأنّه قال لابن أبّا: أنت خليفته ونصف ذنبه عليك (?) - وجرّه إلى المنظر وألّب عليه حتى هرب منه وأفلت من القتل. فخلا به يوما وقال له: يا ترمش، ويحك! أما ترى ما نحن فيه مع هؤلاء الروم؟ (?) قد انقلبت الدولة روميّة، ما لنا معهم أمر ولا نهي! - وكان ترمش خزريّا أحمق، فبسط لسانه في بدر وغيره [منالأروام] (?)، ودسّ إلى بدر غلاما نوبيّا، فوقف له على باب الأمير هارون وفي كمّه مشمل (?). فلمّا خرج بدر أقبل إليه وقبّل فخذه، فأكبّ بدر على رأسه يقبّله- وكانت هذه عادته- فقنّعه (?) النوبيّ بالمشمل فشجّه. ووقعت الصيحة فقبض على النوبيّ، وقالوا: ترمش دسّه.

فغضب الناس لبدر وركبوا إلى دار ترمش.

فركب ترمش في غلمانه ومن انضمّ إليه وخرج يريد الحرب. فركب ابن أبّا إلى الأمير هارون وأركبه. فلمّا رآه الناس انضمّوا إليه، وسار. فأقبل ترمش ليقاتل فناداه الناس: مولاك! مولاك!

فقال: أروني، أنا لا أقاتل مولاي، وإنّما أقاتل هؤلاء الروم بني الزانية!

فأومأ إلى الأمير، فلمّا رآه رمى بنفسه عن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015