المؤمنين، وإذلال الكافرين، أوان طغيان الشيطان، وحين أناخ الباطل على الحقّ بكلكل وجران، فأتممت أمري وأعززت نصري، وأسبغت نعمتك عليّ، ورادفت منّتك إليّ، ولم تجعل للمخلوقين عليّ فيها يدا، ولا منكدا (?).
«وإليك أرفع رغبتي، وأوجّه طلبتي، في إيزاع شكر نعمتك وقضاء حقّك، وأداء فرضك، والتوفيق لما أرضاك، وقرّب إليك، وأزلف لديك.
«اللهمّ، إنّي عبدك ووليّك، فضّلتني ففضلت، وعزّزتني فعززت، فأنا العزيز بك، الذليل لك، الكريم بإكرامك، المتواضع لإعظامك، إجلالا لعزّتك، وخضوعا لقدرتك، وإشفاقا من خشيتك، لا راغبا ولا راهبا إلّا إليك ومنك.
وأتمم عليّ نعمتك بالتوفيق فيما أمتري به إحسانك، وأستوجب رحمتك ورضوانك.
«اللهمّ، اغفر للمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، الذين أنعمت عليهم بنا فشكروا، وجاهدوا عن دولتنا فصبروا، مستبصرين في دينهم، موفين بعهدهم، مسلّمين لوليّ أمرهم، مصدّقين بالحقّ لمّا جاءهم، مسارعين إلى الخيرات، متنافسين في الصالحات، اللهمّ، ضاعف أجرهم، وأعزز نصرهم، واكبت بهم قلوب أعدائك، وجحّاد حقّ أوليائك.
«وصلّ اللهمّ، على محمّد نبيّك المصطفى، ورسولك المرتضى، وعلى آله الطيّبين، والأئمّة المهديّين، والحمد لله ربّ العالمين، أولا وآخرا، باطنا وظاهرا». ثمّ نزل.
وأقام إلى منسلخ صفر سنة سبع وثلاثين ورحل
من المهديّة يوم الخميس عشرة ربيع الأوّل فوصل إلى قصره بالمنصوريّة من الغد، وقد عمل سور على المنصوريّة في العام الماضي.
وفي هذه السنة ولّى المنصور بالله الحسن بن عليّ بن أبي الحسين على صقليّة، وهو أوّل من وليها من بني أبي الحسين (?)، واستمرّ عليها حتى وفاته سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة. وكانت صقليّة تحت يد خليل بن إسحاق إلى أن قدم منها في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، واستخلف عليها. فلمّا وصل إليها الحسن صرف عمّالها، وبقيت بها مملكته ومملكة عقبه من بعده.
وفيها ولّى المنصور عبد الله بن هاشم قضاء القيروان في ربيع الأوّل بعد وفاة محمّد بن أبي المنظور، وولّى عليّ بن أبي شعيب قضاء المنصوريّة (?).
وفي سنة ثمان وثلاثين قطعت السبيل وكثر