المقفي الكبير (صفحة 602)

قلت: نعم.

قال: يا بنيّ، هذا علم إن أنت أصبت فيه لم تؤجر، وإن أخطأت فيه كفرت، فهل لك في علم إن أصبت فيه أجرت، وإن أخطأت لم تأثم؟

قلت: وما هو؟

قال: الفقه! - فلزمته فتعلّمت منه الفقه ودرست عليه.

وكنت يوما عنده إذ دخل عليه حفص الفرد فسأله سؤالات كثيرة. فبينما الكلام يجري بينهما، وقد دقّ حتّى لا أفهمه، إذ التفت إليّ الشافعيّ فقال: يا مزنيّ، تدري ما قال حفص؟

قلت: لا.

قال: خير لك أن لا تدري!

وقال إمام الحرمين: إذا انفرد المزنيّ برأي فهو صاحب مذهب. وإذا خرّج للشافعيّ قولا، فتخريجه أولى من تخريج غيره، وهو ملتحق بالمذهب لا محالة.

وعنه أيضا أنّه قال: أرى كلّ اختيار للمزنيّ تخريجا، فإنّه لا يخالف أصول الشافعيّ، لا كأبي يوسف ومحمّد، فإنّهما يخالفان أصول صاحبهما (?).

748 - الموفّق الدمياطيّ ابن قادوس [- 510]

[179 أ] إسماعيل بن حسين بن حميد الفهريّ، الدمياطيّ، الموفّق، سديد الدولة، كافي الكفاة، الفضل، أبو الفضل، المعروف بابن قادوس، ضامن الثغور كتنيس ودمياط.

مات في شعبان سنة عشر وخمسمائة. وهو والد أبي الفتح محمود بن قادوس (?).

وترك ستّة أولاد غير أبي الفتح، وهم: أبو الفتح- وخدم في الأسطول والطراز، وقتله يانس في وزارته في سنة ستّ وعشرين وخمسمائة، وأبو الحسن، مات في جمادى الآخرة سنة ثلاثين وخمسمائة في وزارة بهرام. وأبو عبد الله، ضمن الثغور بعد أبيه، وولي قضاء بعض الأعمال، ومات بالمحلّة وحمل إلى المقس (?) فدفن بتربتهم. وأبو المعالي، قتله رضوان الوزير في شوّال سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة وأبو إسحاق، استخدم في الوكالة، ومات في سنة ستّين وخمسمائة، وشرف الدولة المتجنّد.

ودفن الستّة مع أبيهم وأخيهم أبي الفتح تحت قبّة بتربتهم من القرافة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015