المقفي الكبير (صفحة 599)

الطاهر، الأنصاريّ، الجلجوليّ.

ولّاه الحافظ لدين الله، أبو الميمون عبد المجيد بن محمّد، قضاء القضاة في سابع عشر جمادى الآخرة سنة أربع وثلاثين وخمسمائة، بعد صرف هبة الله بن عبد الله بن الأزرق، بغير تقليد.

فأقام ينظر في الحكم إلى مستهلّ المحرّم سنة خمس وثلاثين فوفّر جاريه على الحكم، وهو مبلغ أربعين دينارا في كلّ شهر، وخدم بجاري التقدمة على الدعاة، وهو [182 أ] مبلغ ثلاثين دينارا في الخدمتين فأجيب إلى ذلك. واستمرّ إلى أن صرف عن القضاء في سابع المحرّم سنة ثلاث وأربعين بأبي الفضائل يونس بن محمّد بن الحسن القرشيّ المقدسيّ، وبقي داعي الدعاة. فلمّا كان في شهر رجب قطعت أيدي بني الأنصاريّ، وصلبوا على بابي زويلة الكبير والصغير.

وكان كريم الأخلاق، حليما، عليه سكينة ووقار، مليح الشيبة، ظريف الهيئة.

ذكر ابن فضلان أن إسماعيل هذا مات سنة ستّ وأربعين (?).

746 - العارف شمس الدين النوويّ [598 - 644] (?)

[175 أ] إسماعيل بن سودكين بن عبد الله، أبو الطاهر، شمس الدين، النوريّ، الإمام العارف.

ولد في مصر سنة ثمان وتسعين وخمسمائة.

وسمع الحديث من محمّد بن حمد بن حامد الأرتاحيّ، وأبي الفضل محمّد بن يوسف الغزنويّ، وبحلب من الشريف أبي هاشم عبد المطّلب بن الفضل الهاشميّ.

وحدّث بمصر والشام.

وكان فقيها حنفيّا، فاضلا، محدّثا، شاعرا، له نظم جيّد، وكلام في التصوّف. وكتب كثيرا من كلام ابن عربيّ، وصحب العارف محيي الدين بن محمّد بن العربيّ الصوفيّ واختصّ به (?)، وقال الشعر.

وتوفّي بحلب في رابع عشرين صفر سنة ستّ وأربعين وستّمائة.

ومن شعره [الطويل]:

وقائلة: من أين أنت وحبّهم ... وأين الثرى السفليّ من رفعة القدر؟

لك الخير ما هذا بوكرك فادرجي ... فثمّ أمور يشتبهن على الغرّ

لئن كان قدري ناقصا قبل حبّهم ... فإنّي مذ أحببتهم أصبحوا قدري

وقال، من أبيات [الرمل]:

قدم العهد بجيران النقا ... وهواهم مستجدّ يا أخيّ

كلّ يوم لي شأن في الهوى ... لا خلوت الدهر من هذا الهويّ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015