فحدّثاه الحديث فقال: لا حول ولا قوّة إلّا بالله! اللهمّ، أمتني في أيامه!
فلم يزالا معه حتّى قدم بهما إلى مصر، فعمل معه أبو عليّ أضعاف ما عمل قبل خروجه، وكان ذلك بعد سنة ثلاثمائة.
[141 ب] إسحاق بن إبراهيم بن [ ... ]، أبو يعقوب، الخراسانيّ، الشاشيّ.
قدم مصر [715 أ] وكان يتفقّه على مذهب أبي حنيفة. وكان فقيها يتصرّف مع قضاة مصر. وكان على قضاء بعض أعمال مصر. قاله ابن يونس.
وكان ثقة.
توفي بمصر سنة خمس وعشرين وثلاثمائة.
[142 أ] إسحاق بن علي بن أبي الغنائم المسلم بن محمّد بن الحسين بن إسماعيل بن محمّد بن أبي طالب بن الحسين، الكنديّ، نجم الدين، أبو المعالي، ويقال له: ابن مراجل.
كان جدّه الحسين عراقيّا، فانتقل إلى سلميّة وبنى برجا عرف به. وكان كريما جوادا كثير الأضياف.
فكان إذا طرقه الأضياف يقول لغلمانه: أغلوا المراجل، وضعوا المراجل! - فلقّب مراجل لذلك.
ونجم الدين هذا كان والده شاعرا. وولد هو بحماة سنة عشر وستّمائة. وقدم إلى القاهرة وتقلّب في الخدم الديوانية، وكتب عنه الأمير ابن الهمّام والي المنوفيّة بناحية الغربيّة من ديار مصر.
ومن شعره- وكتب به إلى كمال الدين عمر ابن العديم-:
عاينت دهري لمّا تصدّى ... معاندا لي ما رثى لي
فقال حظّي لا تخش نقصا ... فقد وصلنا إلى الكمال (?)
وقال، وقد خلع عليه الملك [المؤيّد إسماعيل بن عليّ] صاحب حماة (?) [كامل]:
يا أيها الملك الذي لنواله ... قول بألسنة الفعال مصدّق
شرّفتني بين الأنام بخلعة ... خلعت قلوب الحاسدين فأطرقوا
أهديتها حمراء من يد نعمة ... بيضاء فاصفرّ العدوّ الأزرق.
[143 ب] إسحاق بن عليّ بن يحيى، نجم الدين، أبو الطاهر، الحلبيّ، شيخ الحنفية في وقته.
كتب على الهداية (?) حواشي في مجلّدين.
وناب في الحكم عن قاضي القضاة معزّ الدين [النعمانيّ]. ودرّس بالأزكوجيّة وبالمنصوريّة، وبالفارقانيّة، وهو أوّل مدرّس بها. ودرّس بالحساميّة (?)، وهو أوّل مدرّس بها أيضا.