المقفي الكبير (صفحة 563)

حلب، فأرجف بإمساكه، وفرّ منه الأمير موسى حاجب حلب وغيره، ولبسوا السلاح، ونادوا بنهب طلبه. فتوجّه إلى المعرّة وسار إلى [132 أ] حمص وقد ردّ طلبه إلى حلب، ودخل دمشق ومعه نفر قليل في سابع عشر ذي الحجّة سنة إحدى وخمسين، فأكرمه الأمير أيتمش النائب وجهّزه من الغد إلى مصر صحبة الأمير قرابغا، فتلقّاه الأمير طشبغا الدوادار على اللدّ بأمان يخيّر فيه بين عوده إلى حلب أو قدومه. فمضى إلى القاهرة وقدم ثالث محرّم سنة اثنتين وخمسين.

فأقبل عليه السلطان وأعاده لنيابة حلب في صفر، فسرّ الناس به.

ثمّ نقل لنيابة الشام بعد عزل الأمير أيتمش، فقدم دمشق بطلبه يوم الاثنين حادي عشر شعبان صحبة الأمير ملكتمر المحمّديّ لأوّل أيّام الصالح صالح واستمرّ بها إلى أن كانت نوبة الأمير بيبغا أروس نائب حلب، فأعيد عوضه لنيابة حلب في رمضان سنة ثلاث وخمسين.

وصرف [132 ب] في سابع شوّال سنة خمس وخمسين بالأمير طاز وقدم إلى مصر على إقطاع طاز وتقدمته.

مات في شوّال سنة ثمان وخمسين [وسبعمائة] (?).

704 - أرغون شاه الناصريّ [- 750] (?)

[131 ب 133 أ] أرغون شاه، الناصريّ، الأمير

سيف الدين، أحد المماليك الناصريّة محمّد بن قلاوون.

جلبه الكمال الخطائيّ إلى السلطان بو سعيد من بلاد الصين [هو] وسبعة مماليك وثمانمائة ثوب وبر خطائيّ (?).

فنمّ على الكمال إلى بو سعيد فصادره وأخذ منه مائة ألف دينار. ولم يعجب ذلك بو سعيد منه فكرهه (?) وأبعده. فأخذه دمشق خواجا بن جوبان من بو سعيد، فنمّ على دمشق خواجا بأنّه مع الخاتون طقطاي فقتلهما بو سعيد. وارتجع بو سعيد أرغون شاه وبعثه إلى السلطان الملك الناصر محمّد بن قلاوون هو والأمير ملكتمر البوسعيدي.

فحظي عند السلطان. وترقّى في الخدم إلى أن أنعم عليه في ربيع الآخر سنة ستّ وأربعين وسبعمائة بإقطاع الأمير أرقطاي لمّا تقلّد نيابة حلب واستقرّ رأس نوبة الجمداريّة.

فلمّا مات السلطان بقي على رتبته. ثمّ عمله الكامل شعبان استادارا عوضا عن قماري، فباشر بحماقة وتكبّر وفخم أمره، وقام مع الأمير أرغون العلائيّ وصارت له عصبة كبيرة. ومن حماقته كثرت معارضته للسلطان فيما يريده، وفاجأ أكابر الأمراء بما لا يليق فمجّته الأنفس.

ثمّ أخرج في خامس عشرين شهر رمضان سنة سبع وأربعين إلى نيابة صفد على البريد وأنعم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015