فوجد أجوبة أبيه إليه وفيها ما يدلّ [ ... ] بغيظه على العبّاس فاشتدّ خوفه. وسار به معه.
ثمّ أفلت منه وفرّ إلى أحمد بن طولون وهو بالإسكندريّة يريد المسير إلى محاربة العبّاس، فصغّر أمره عنده وهوّنه في نفسه، فبعث إليه بجيش وعاد إلى الفسطاط ومعه الواسطيّ.
فلم يزل حتى مات أحمد بن طولون وعهد إلى ابنه أبي الجيش خمارويه (?) فقام الواسطيّ في أمر العبّاس حتى قتل (?).
فجاءت الأخبار بتحرّك إسحاق بن كنداج وابن أبي الساج، فجهّز أبو الجيش أحمد الواسطيّ على جيش إلى الشام في يوم الخميس سادس ذي الحجّة سنة سبعين ومائتين، وجهّز بعده سعدا الأيسر على جيش آخر- وكان سعد على الحرب وابن الواسطيّ على تدبير الجيش والنفقات. فاتّفق أنّه وقع بين سعد وبين الواسطيّ كلام اقتضى وقوع الاختلاف بينهما، فبعث أبو الجيش لمّا بلغه ذلك أبا جعفر بن أبّا فأصلح بينهما. وكان الواسطيّ خائفا من أبي الجيش أن يوقع به لما أشار به من قتل العبّاس، فدخل سعد دمشق وتأخّر الواسطيّ بطبريّة بعد ما كتب إلى أبي العبّاس أحمد ابن الموفّق (?) يصغّر أمر خمارويه ويحرّضه على المسير إليه، وضمّن كتابه هذه الأبيات [البسيط]:
يا أيّها الملك المرهوب جانبه ... شمّر ذيول السرى فالأمر قد قربا
كم ذا العقود ولم يقعد عدوّكم ... عن القتال لقد أصبحتم عجبا
ليس المريد لما أصبحت تطلبه ... إلّا المشمّر عن ساق وإن لغبا
لا تقعدنّ على التفريط معتكفا ... واجدد فقد قال قوم إنّه رهبا
فإن نصبت فعقبى ما نصبت له ... ملك تشاد معاليه لمن نصبا
طال انتظاري لغو منك آمله ... وما [ ... ] ما أصبحت مرتقبا
ولو علمت [ ... ] خبري ... وما [ ... ] في [ ... ]
[ .......... ... ... ] منتقبا
[20 ب] أجاد مروان في بيت أصاب به ... عين الصواب فما أخطا وما كذبا
إذ قال لمّا رأى الدنيا تميد بهم ... بعد الهدوء وعاد الحبل مضطربا
إنّي أرى فتنة تغلي مراجلها ... والملك بعد أبي ليلى لمن غلبا (?)
فلمّا قدم ابن الموفّق دمشق وهزم سعد الأيسر وابن أبّا عنها سارا إلى طبريّة وأوقعا بالواسطيّ فانهزم ولحق بابن الموفّق، وقدم معه فشهد وقعة الطواحين (?) مع أبي الجيش، ثمّ انهزم إلى أنطاكية فأقام بها مديدة ومات كمدا في سنة اثنتين وسبعين ومائتين، وكانت وقعة الطواحين في صفر سنة إحدى وسبعين ومائتين.
وقال نسيم الخادم: ما رأيت أصبر على خدمة ولا جفوة من أبي عبد الله الواسطيّ. ولقد ضربه