المقفي الكبير (صفحة 459)

لازم أبا حيّان إلى [أن] مهر في حياته. وصنّف التصانيف السائرة، منها «إعراب القرآن» وفرغ منه في حياة شيخه [أبي حيّان]. ويقال إنّه بلغه أنّه اعترض عليه فيه كثيرا فسأله فأنكر وحلف أنّه لم يفعل ذلك، مع أنّه محشوّ بالحطّ عليه وتزييف كلامه والانتصار للزمخشري عليه. وهو جامع حامل لم يصنّف مثله.

وله تفسير كبير يزيد على عشرين مجلّدة، وشرح أيضا التسهيل والشاطبيّة (?).

وتصدّر للإقراء وناب في الحكم.

ومات في جمادى الآخرة سنة ستّ وخمسين وسبعمائة [بالقاهرة].

689 - شرف الدين البونيّ [520 - 622] (?)

أحمد بن يوسف بن [ ... ]، الشيخ أبو

العبّاس، شرف الدين، البونيّ، القرشيّ.

ولد بمدينة بونة التي تعرف ببلد العنّاب [حاشية 1]، من أعمال إفريقيّة في حدود العشرين وخمسمائة.

وقرأ القرآن الكريم بالقراءات الثماني في مدينة تونس، وتفقّه على مذهب مالك، وتفنّن في عدّة علوم. وأخذ عن جماعة، منهم ابن حرز الله، وابن رزق الله، وابن عوانة [164 ب]، وبرع في علم الفلك.

ثمّ رحل إلى الأندلس، ولقي أبا القاسم السّهيليّ، وأبا القاسم بن بشكوال، والفقيه الصالح أبا العبّاس أحمد بن جعفر الخزرجيّ السبتيّ.

وقدم إلى الإسكندرية، ولقي الحافظ أبا الطاهر أحمد بن محمد السلفيّ، وأبا الطاهر إسماعيل بن عوف الزهريّ المالكيّ. وأقام بالقاهرة في أيّام الخليفة العاضد. ومضى منها إلى مكّة فحجّ، وعاد على بيت المقدس. وتوجّه إلى دمشق، واجتمع بالحافظ أبي القاسم ابن عساكر.

ودخل واسط وبغداد، ولقي الحافظ أبا الفرج ابن الجوزي. ورجع إلى القدس، وحجّ منه مرّة ثانية. وعاد إلى مصر، فقيل له بها: كيف كان سفرك هذا؟

فقال: خير سفر. لم يوجد في الدنيا في أيّامنا هذه مثله.

قيل: كيف ذلك؟

قال: بدأناه ببيت الله وختمناه به- يريد الحجّ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015