المقفي الكبير (صفحة 456)

محمّد وعليّ ... من أين لك يا ابن حنّا؟

ومات سنة ثمان وثمانين وستّمائة.

686 - أبو جعفر الكاتب وزير المأمون [- 213] (?)

أحمد بن يوسف بن القاسم بن صبيح، أبو جعفر الكاتب.

أصله من الكوفة. وكتب أبوه لعبد الله بن عليّ عمّ أبي جعفر المنصور. وولي هو ديوان الرسائل للمأمون. ويقال إنّه من بني عجل وكان له أخ يقال له القاسم بن يوسف، كان شاعرا كاتبا. وهما وأولادهما جميعا أهل أدب وطلب للشعر والبلاغة.

وحكى أحمد بن يوسف عن المأمون، وعبد الحميد بن يحيى الكاتب.

وحكى عنه ابنه محمد بن أحمد بن يوسف، وأحمد بن سلمة، وعلي بن سليمان الأخفش.

وقدم مصر مع المأمون سنة سبع عشرة ومائتين. قال الخطيب: كان من أفاضل كتّاب المأمون، وأذكاهم وأفطنهم، وأجمعهم للمحاسن. وكان جيّد الكلام فصيح اللسان حسن الحفظ، مليح الخطّ، يقول الشعر في الغزل والمديح والهجاء.

وله أخبار مع إبراهيم ابن المهديّ، وأبي العتاهية، ومحمد بن بشر (?) وغيرهم.

مات سنة ثلاث عشرة- وقيل أربع عشرة- ومائتين وهو في سخطة من المأمون.

قال الأخفش: قال لي أحمد بن يوسف: رآني عبد الحميد بن يحيى أكتب خطّا رديئا، فقال لي:

إن أردت أن تجوّد خطّك، فأطل جلفتك وأسمنها، وحرّف قطّتك (?) وأيمنها.

ثمّ قال [الطويل]:

إذا خرج الكتّاب كان قسيّهم ... دوايا وأقلام الدويّ لهم نبلا

قال الأخفش: قوله: جلفتك، أراد فتحة رأس القلم.

وقال رجل لأحمد بن يوسف: والله ما أدري أيّك أحسن؟ ما ولّاك الله من خلقك، أم ما وليته من أخلاقك؟

ومن شعره قوله [البسيط]:

يزيّن الشعر أفواها إذا نطقت ... بالشعر يوما، وقد يزري بأفواه

قد يرزق المرء لا من حسن حيلته ... ويصرف الرزق عن ذي الحيلة الداهي

ما مسّني من غنى يوما ولا عدم ... إلّا وقولي عليه: الحمد لله

وقوله [الطويل]:

إذا قلت في شيء نعم فأتمّه ... فإنّ «نعم» دين على الحرّ واجب

وإلّا فقل: لا، واسترح وأرح لها ... لكي لا يقول الناس: إنّك كاذب [163 ب]

وقوله [الطويل]:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015