شمس الدين أبي الفضائل لؤلؤ بن عبد الله الأمينيّ العزيزيّ الناصريّ، وصار حاجبه، يحمل الرسائل بينه وبين الملك الناصر صلاح الدين يوسف ابن الملك العزيز.
وقدم إلى القاهرة، وكان بها في سنة سبعين وستّمائة.
ومات بالمقس خارج القاهرة في يوم الأحد ثاني عشر شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وسبعين وستّمائة، ودفن بالقرافة.
وهو من أولاد القضاة، وأبوه قاضي الجزيرة.
وكانت لديه فضيلة. وله نظم، منه [الطويل]:
وما زالت الأنباء تخبر عنكم ... بطيب حديث يفضح المسك نشره
إلى أن تأمّلت الجناب الذي لكم ... فصغّر أخبار المكارم خبره
محمد بن يحيى بن فضل الله بن مجلّي بن دعجان بن خلف بن نصر، بدر الدين، ابن محيي الدين، ابن فضل الله، العمريّ، القرشيّ، كاتب السرّ بدمشق، وابن كاتب السرّ بمصر.
ولد بها سنة عشر وسبعمائة. وقدم القاهرة مع أبيه وأقام بها. فلمّا مات أبوه، أدخله أخوه علاء الدين عليّ بن فضل الله كاتب السرّ إلى دار العدل، ووقّع في الدست.
فلمّا توجّه أخوه صحبة الناصر أحمد إلى الكرك، وتسلطن الصالح إسماعيل شدّ عنه كتابة السرّ حتى عاد أخوه علاء الدين من الكرك، فولي
كتابة السرّ بدمشق فقدمها أوّل شهر رجب سنة ثلاث وأربعين. واستمرّ حتّى مات في سادس عشرين شهر رجب سنة ستّ وأربعين وسبعمائة.
فكانت جنازته حافلة جدّا، وترك مالا جزيلا.
وكان ساكنا عاقلا كثير الإطراق والصمت، محبّبا إلى الناس، يخضع له الأمراء والأكابر.
وأنشأ بدمشق دورا عديدة فلم يمتّع بها.
وقد ذكر أبوه وعمّه وأخواه وأولاد إخوته (?) في هذا الكتاب.
[215 أ] محمد بن يحيى بن قائد، أبو عبد الله، الأمويّ، العثمانيّ، القائديّ، نسبة إلى قايد بقاف وبعد الألف ياء آخر الحروف ثمّ دال مهملة، أحد الصلحاء المشهورين.
كان منقطعا بالقرافة عن الناس، إلى أن مات عن أمر جميل في أوّل شهر رجب سنة أربع وثلاثين وستّمائة بالقرافة ودفن بها.