سمع بشر بن بكر التنيسيّ، وروى عن أبي العبّاس بن الوليد بن مسلم القرشيّ، ومروان بن محمّد الطاطريّ، وسعيد بن كثير بن عفير، ومحمد بن إدريس الشافعيّ.
روى عنه أبو داود، وأبو حاتم الرازيّ، وأبو بكر عبد الله بن أبي داود وغيره. قال ابن أبي حاتم: سئل عنه أبي فقال: ثقة. وقال العقيليّ: لا بأس به. وقال أبو أحمد المروزيّ: ثقة. وقال صالح بن عبيد: ثقة مأمون.
مات ليلة الأحد لستّ خلون من ذي القعدة سنة خمسين ومائتين.
من أهل دمشق، قدم مصر. وله ديوان شعر، منه [المخلّع]:
سألته قبلة فضنّا ... ولو حباني بها لمنّا
فديت من يستبين حتفي ... منه إذا صدّ أو تجنّى
لا تعطي [نّ] الحسود فيه ... وفيّ يا ربّ ما تمنّى
[195 أ] محمد بن وضّاح بن بزيع، أبو عبد الله، مولى عبد الرحمن بن معاوية بن هشام، من أهل قرطبة.
ولد سنة تسع وتسعين ومائة. قرأ القرآن على عثمان بن سعيد ورش. وتفقّه بسحنون وغيره، ثمّ تزهّد.
وروى بالأندلس عن يحيى بن يحيى، وعبد الملك بن حبيب، وغيره. ورحل في سنة ثماني عشرة ومائتين، فلقي سعيد بن منصور، وآدم ابن أبي إياس، ويحيى بن معين، وأحمد بن حنبل، وزهير بن حرب، وغيره.
ولم يكن طالبا للحديث، وإنّما كان زاهدا عابدا. وعاد إلى قرطبة. ثم رحل ثانيا، فسمع من إسماعيل بن أبي أويس، ويعقوب بن حميد بن كاسب، وإبراهيم بن المنذر، والفريابيّ، وحرملة، وأصبغ بن الفرج، وجماعة، عدّتهم مائة وخمسة وستّون، من البغداديّين، والشاميّين، والمصريّين، والقرويّين.
وكان عالما بالحديث، بصيرا بطرقه، متكلّما على علله، كثير الحكاية عن العبّاد، ورعا، زاهدا، فقيرا، متعفّفا، صابرا على الإسماع، محتسبا في نشر العلم. سمع الناس منه كثيرا.
وتوفّي ليلة السبت لأربع بقين من المحرّم سنة سبع وثمانين ومائتين بقرطبة.
نزل جزيرة شقر، وولي خطابتها، ولزم الإقراء بها، ورحل فحجّ، وقرأ القراءات على أبي عليّ ابن العرجاء بمكّة، وكان مشهور الصلاح.