خمسة أيّام، وكان في مرضه يقرأ القرآن فإذا أغمي عليه يمسك عن القراءة حينا. فإذا خفّ وجعه بدأ من المكان الذي وقف فيه.
فلمّا كان يوم الجمعة خامس [رمضان] (?) قال لولده وأهله: رتّبوا أموركم، ونظّفوا أفنيتكم، وثقّفوا أمتعتكم واستعدّوا لمصيبتكم بي، فإنّي أنتظر أجلي هذه الليلة إن شاء الله، ولهذه المصائب صدمات تحيّر الأفئدة فخذوا حذركم!
فكان ما حدسه، ومات سحر ليلته. وكفّن في ثياب إحرامه التي حجّ فيها واعتمر مرارا، وكان أعدّها لذلك وغسلها بماء زمزم مرارا.
والقبّشيّ بقاف مضمومة وباء موحّدة ثمّ شين معجمة: عين بقرطبة (?).
محمد بن المفرّج بن محمد بن إبراهيم، أبو بكر، الأنصاريّ، البطليوسيّ، المعروف بابن الرّبوبلة- ويقال: الرّبوبل بلا هاء وبضمّ الباء الأخيرة وفتحها- المقرئ.
قرأ على أبي عمرو الداني بالأندلس، وعلى أبي عبد الله الكارزيني، بمكّة، وعلى أبي عليّ الأهوازيّ بدمشق، وعلى أبي العبّاس بن هاشم، وأبي عبد الله القزوينيّ، وأبي العبّاس يونس، وأبي عبد الله البغداديّ بمصر، وعلى أبي الغنائم ابن الفرّاء بالقدس.
روى [143 ب] عنه أبو إسحاق إبراهيم بن شفيع الأشبونيّ. أقرأ بالجزيرة الخضراء وغيرها، وقرأ عليه القراءات السبع بالمريّة.
ومات بها سنة أربع- وقيل: خمس- وتسعين وأربعمائة. واتّهم بالكذب. قال ابن بشكوال:
روى ابن المفرّج عن أبي عمرو الدانيّ. وذكر أنّ له رحلة إلى المشرق روى فيها عن الأهوازيّ، وكان يكذب فيما ذكره من ذلك كلّه.
سمع من القاضي القضاعي وغيره من شيوخ مصر.
توفّي في شعبان سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة.
محمد بن المفضّل بن عليّ بن يحيى بن عليّ بن عقيل بن القاسم بن سريج، صدر الدين، أبو البركات، ابن أبي الفضل، البهنسيّ، البلبيسيّ.
كان نحويّا مقرئا، فقيها، كاتبا، أديبا، صالحا.
سمع هو وأخوه تاج الدين من جدّهما لأمّهما أبي الروح عيسى بن سليمان بن رمضان التغلبيّ.
وتوفّي [ ... ].
محمد بن المفضل بن عليّ بن يحيى، تاج الدين، أبو المحاسن، البهنسيّ، أخو المذكور.
كان خطيبا مفتيا ببلبيس.
توفّي [ ... ].