المقفي الكبير (صفحة 2680)

قدم مصر. روى أبو سعد السمعانيّ عن محمد بن ناجية: سمعت محمد بن مسلم بن وارة يقول: قدمت من مصر فأتيت أبا عبد الله أحمد بن حنبل أسلّم عليه، فقال لي: أكتبت عن الشافعيّ؟

قلت: لا.

قال: فرّطت، ما علمنا المجمل من المفصّل، ولا ناسخ حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلم من منسوخه حتّى جالسنا الشافعيّ رحمه الله.

وقال النسائيّ: محمد بن وارة ثقة صاحب حديث.

وقال ابن أبي حاتم: كتب عنه أبو زرعة، ورأيته يجلسه ويكرمه.

وقال عبد المؤمن بن أحمد بن حوثرة: كان أبو زرعة لا يقوم لأحد ولا يجلس أحدا بمكانه إلّا ابن وارة، فإنّي رأيته يفعل به ذلك.

وقال فضلك الرازي (?): سمعت أبا بكر ابن أبي شيبة يقول: أحفظ من رأيت في الدنيا ثلاثة:

أحمد بن الفرات، وابن وارة، وأبو زرعة.

وقال الطحاوي: ثلاثة من علماء الزمان بالحديث اتّفقوا بالريّ، لم يكن بالأرض في وقتهم أمثالهم- فذكر أبا زرعة (?)، وابن وارة، وأبا حاتم (?).

وقال ابن عتبة عن ابن خراش: كان محمد بن وارة من أهل هذا الشأن المتقنين الأمناء. كنت عنده ليلة، فذكر أبا إسحاق السبيعيّ، فذكر شيوخه،

فذكر في طلق واحد مائتين وسبعين رجلا.

وقال سليمان الشاذكونيّ: جاءني ابن وارة فقعد يتقعّر في كلامه، فقلت له: من أيّ بلد أنت؟

قال: من أهل الريّ، ألم يأتك خبري؟ ألم تسمع بنبئي؟ أنا ذو الرحلتين.

قلت: من روى عن النبيّ صلّى الله عليه وسلم أنّ من الشعر لحكمة؟

قال: حدّثني بعض أصحابنا ...

قلت: من أصحابك؟

قال: أبو نعيم وقبيصة.

قلت: يا غلام، ائتني بالدرّة- فأمرته فضربه خمسين- وقلت: أنت تخرج من عندي، ما آمن أن تقول: حدّثنا بعض غلماننا.

وقال الطبرانيّ: سمعت زكريا الساجي يقول:

جاء محمد بن وارة إلى أبي كريب، وكان في ابن وارة بأو (?)، فقال لأبي كريب: ألم يبلغك خبري؟

ألم يأتك أنّي ذو الرحلتين؟ أنا محمد بن مسلم بن وارة!

فقال [132 ب] أبو كريب: وارة؟ وما أدرك ما وارة! قم، والله لا حدّثتك، ولا حدّثت قوما أنت فيهم!

وقال ابن عقدة: دقّ ابن وارة على أبي كريب-[فقال: من؟ ] (?)

فقال: ابن وارة، أبو الحديث وأمّه.

وقال الذهبيّ: وقد وهم الحاكم أحمد فذكر أنّ ابن وارة سمع من سفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد القطّان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015