قدم مصر. روى أبو سعد السمعانيّ عن محمد بن ناجية: سمعت محمد بن مسلم بن وارة يقول: قدمت من مصر فأتيت أبا عبد الله أحمد بن حنبل أسلّم عليه، فقال لي: أكتبت عن الشافعيّ؟
قلت: لا.
قال: فرّطت، ما علمنا المجمل من المفصّل، ولا ناسخ حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلم من منسوخه حتّى جالسنا الشافعيّ رحمه الله.
وقال النسائيّ: محمد بن وارة ثقة صاحب حديث.
وقال ابن أبي حاتم: كتب عنه أبو زرعة، ورأيته يجلسه ويكرمه.
وقال عبد المؤمن بن أحمد بن حوثرة: كان أبو زرعة لا يقوم لأحد ولا يجلس أحدا بمكانه إلّا ابن وارة، فإنّي رأيته يفعل به ذلك.
وقال فضلك الرازي (?): سمعت أبا بكر ابن أبي شيبة يقول: أحفظ من رأيت في الدنيا ثلاثة:
أحمد بن الفرات، وابن وارة، وأبو زرعة.
وقال الطحاوي: ثلاثة من علماء الزمان بالحديث اتّفقوا بالريّ، لم يكن بالأرض في وقتهم أمثالهم- فذكر أبا زرعة (?)، وابن وارة، وأبا حاتم (?).
وقال ابن عتبة عن ابن خراش: كان محمد بن وارة من أهل هذا الشأن المتقنين الأمناء. كنت عنده ليلة، فذكر أبا إسحاق السبيعيّ، فذكر شيوخه،
فذكر في طلق واحد مائتين وسبعين رجلا.
وقال سليمان الشاذكونيّ: جاءني ابن وارة فقعد يتقعّر في كلامه، فقلت له: من أيّ بلد أنت؟
قال: من أهل الريّ، ألم يأتك خبري؟ ألم تسمع بنبئي؟ أنا ذو الرحلتين.
قلت: من روى عن النبيّ صلّى الله عليه وسلم أنّ من الشعر لحكمة؟
قال: حدّثني بعض أصحابنا ...
قلت: من أصحابك؟
قال: أبو نعيم وقبيصة.
قلت: يا غلام، ائتني بالدرّة- فأمرته فضربه خمسين- وقلت: أنت تخرج من عندي، ما آمن أن تقول: حدّثنا بعض غلماننا.
وقال الطبرانيّ: سمعت زكريا الساجي يقول:
جاء محمد بن وارة إلى أبي كريب، وكان في ابن وارة بأو (?)، فقال لأبي كريب: ألم يبلغك خبري؟
ألم يأتك أنّي ذو الرحلتين؟ أنا محمد بن مسلم بن وارة!
فقال [132 ب] أبو كريب: وارة؟ وما أدرك ما وارة! قم، والله لا حدّثتك، ولا حدّثت قوما أنت فيهم!
وقال ابن عقدة: دقّ ابن وارة على أبي كريب-[فقال: من؟ ] (?)
فقال: ابن وارة، أبو الحديث وأمّه.
وقال الذهبيّ: وقد وهم الحاكم أحمد فذكر أنّ ابن وارة سمع من سفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد القطّان.