المرجانيّ وحجّ معه وانتفع به] وولي خطابة جامع عمرو ابن العاص بمصر بعد وفاة أبيه تقيّ الدين أبي عبد الله (?) في سادس عشر جمادى الأولى سنة خمس وتسعين وستّمائة. فباشر الخطابة والإمامة إلى أن نقل إلى خطابة الجامع الناصريّ بقلعة الجبل، وخطب أخوه تاج الدين عليّ [بجامع عمرو] بمصر عوضه.
فاستمرّ ذلك إلى أن توفّي يوم السبت مستهلّ شهر ربيع الأوّل سنة خمس وعشرين وسبعمائة.
وكان خطيبا جليلا حسن الخطبة مليح الإيراد لها، جميل الصورة، طيّب النغمة في القراءة، من بيت علم وحديث وصلاح.
محمد بن محمد بن الحسن بن عليّ، أبو عبد الله، ابن أبي بكر، الربعيّ، الكركنتي، نسبة إلى كركنت بكسر الكافين بينهما راء مهملة ساكنة، وبعدها نون ثم تاء مثنّاة من فوق، قرية من قرى القيروان، الفقيه المالكيّ.
ولد في أثناء سنة سبع وخمسمائة، وسمع من أبي الحجّاج يوسف بن عبد العزيز الميورقيّ.
وحدّث هو وولده أبو محمد عبد المجيد بن محمد بالإجازة. وكان منقطعا متورّعا.
أقام بالإسكندريّة، ورحل إلى بغداد، وتفقّه بها وبديار مصر، وصار إماما من أئمّة الإسكندريّة والمدرّسين بها، والمعوّل عليه في الفتاوى والنوازل الكبار يسار إليه في ذلك، وكتب كثيرا.
وكان حافظا متقنا عارفا بإلقاء المسائل بصيرا بالجواب عنها، وبرقع الاعتراض وتحريرها.
ويذكر حديثا كثيرا من أحاديث الأحكام، ويحكي حكايات كثيرة في معنى المسائل.
توفّي سلخ ذي الحجّة سنة ثمان وتسعين وخمسمائة بالإسكندريّة.
محمد بن محمد بن الحسن، أبو بكر، الزبيريّ، الجوينيّ، الصوفيّ.
ولد يوم الخميس ثالث عشر صفر سنة سبع عشرة وخمسمائة. وقدم مصر وحدّث بها عن أبي الفتوح عبد الوهّاب بن إسماعيل بن عمر القشيريّ الصيرفيّ الصوفيّ، وأبي محمد العبّاس بن محمد بن أبي منصور، وأبي موسى الأصبهانيّ وغيره.
قال الحافظ عبد العظيم المنذريّ: صوفيّ فقيه مدرّس اشتهر علمه وعرف بالدين والصلاح، معروف مقدّم في مجالس الفقراء [58 أ] ... (?).
[محمد بن محمد بن أبي بكر، زين الدين، أبو الفتح، الأبيورديّ، الكوفيّ، الصوفيّ، الشافعيّ] (?).