السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون. وسار معه إلى الحجاز سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة.
وركب البريد من القاهرة إلى دمشق لمداواة الأمير الطنبغا الماردانيّ نائب حلب. فلم يدركه حتّى تمكّن منه المرض، فعاد إلى دمشق وقد تغيّر مزاجه فمرض مدّة.
ومضى إلى القاهرة، وبها مات في ذي القعدة سنة تسع وأربعين وسبعمائة في الطاعون.
وكان ظريفا فيه خلاعة.
وكان شريف النفس لا يطبّ إلا أصحابه أو بيت السلطان.
وكان من بيت كلّهم أطبّاء.
وكان لطيف العشرة دمث الأخلاق له يد في ضرب العود.
[24 أ] محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عليّ بن الفرخ- بسكون الراء والخاء المعجمة- أبو عبد الله الحسنيّ الفاسيّ.
[ولد في مستهلّ ربيع الأوّل سنة أربع وأربعين].
قدم مصر وسمع الحديث وجاور بمكّة. وكان صالحا ديّنا.
مات بمصر في ثامن عشرين صفر سنة تسع عشرة وسبعمائة.
محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن يعيش، أبو عبد الله، اللخميّ، البلنسيّ.
مولده سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة.
روى ببلده عن أبي محمد بن خيرون، وأبي عليّ [الحسين بن محمد] الصدفيّ.
ورحل سنة ستّ وخمسمائة فحجّ، وأقام بمصر نحوا من عشرين سنة.
وسمع بالإسكندريّة من أبي بكر الطرطوشيّ، وأبي طاهر السلفي وجماعة.
وقفل في سنة ستّ وعشرين. وكان ثقة.
حدّث ومات بشاطبة بعد ما أمّ بالناس في سنة ستّ وعشرين وخمسمائة.
محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن يوسف بن عبد الرحمن بن عبد الجليل، ركن الدين، أبو عبد الله، ابن القوبع، بفتح القاف وسكون الواو وفتح الباء الموحّدة، ثمّ عين مهملة، القرشيّ، الجعفريّ، التونسيّ، المالكي، الإمام الأوحد، العلّامة المحقّق، البارع المتقن، المتفنّن، جامع أشتات الفضائل.
ولد بتونس ليلة السابع من شهر رمضان من سنة أربع وستّين وستّمائة. وقدم القاهرة، وهو شابّ سنة تسعين وستّمائة.
وسمع على التقيّ أبي إسحاق إبراهيم بن عليّ بن أحمد بن فضل الواسطيّ، وأحمد بن عليّ بن الحسين بن أبي نصر الدمشقيّ، وأحمد بن محسّن بن ملي، وأحمد بن هبة الله بن عساكر، وأحمد بن يونس بن بركة الإربلي،