المقفي الكبير (صفحة 2499)

ابن رئيس الرؤساء أن يدفنه عند بشر الحافي، فخالف وصيّته ودفنه في مقبرة باب أبرز. فلمّا كان بعده بمدّة، رآه مظفّر في النوم كأنّه يعاتبه على مخالفته، فنقل في صفر سنة إحدى وتسعين وأربعمائة إلى مقبرة باب حرب ودفن عند قبر بشر. وكان كفنه جديدا وبدنه طريّا يفوح منه رائحة الطّيب.

ووقف كتبه على أهل العلم.

ومن شعره قوله [الوافر]:

لقاء الناس ليس يفيد شيئا ... سوى الهذيان من قيل وقال

فأقلل من لقاء الناس إلّا ... لأخذ العلم أو لصلاح حال

وقوله [الوافر]:

طريق الزهد أفضل ما طريق ... وتقوى الله بادية الحقوق

فثق بالله يكفك واستعنه ... يعنك وذر بنيّات الطريق

وقوله [الوافر]:

كتاب الله عزّ وجلّ قولي ... وما صحّت به الآثار ديني

وما اتّفق الجميع عليه بدءا ... وعودا فهو عن حقّ مبين

فدع ما صدّ عن هذي وخذها ... تكن منها على عين اليقين

3008 - الكتيلة الجنكيّ (?)

محمد بن [فراتقان]، بدر الدين، الماردينيّ، المعروف بالكتيلة الجنكيّ.

كان أبوه يعرف بفراتقان، وكان يخدم النجم يحيى الشاعر الموصليّ من صغره، وفيه يقول، وقد ثلم له بركة ماء بحجر رماها به [السريع]:

قل للّذي ثلّم لي بركة ... ما يأخذ الثأر ولو هدّها

فتحت في أسفله ثغرة ... لو عاش ذو القرنين ما سدّها

وخدم في كبره ببلاد ماردين، وولي نظر دنيسر. ونشأ ابناه مسعود ومحمد كتيلة. فمات مسعود شابّا، واشتهر محمّد كتيلة. [فأصله من أبناء الكتّاب، وكتب خطّا حسنا، وقرأ طرفا من العربيّة والنحو] وأتقن علم الموسيقى، وحفظ الكثير من شعر القدماء والمحدثين، ونقل أصواتا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015