قابوس محمود بن حمك (?) إلى جهة الفيّوم بطائفة من العسكر فقتل نفرا من البربر وغنم غنائم كثيرة وعاد إلى المعسكر بالجيزة في سنة تسع.
ومضى ثمل في المراكب فأخرج من الإسكندريّة أصحاب أبي القاسم وعاد إلى الجيزة فمضى منها إلى اللاهون (?). وسار مؤنس وتكين في عسكرهما وعلى مقدّمتهما جنّي الصفواني، فدخلوا مدينة الفيّوم.
وسار أبو القاسم إلى تنهمت (?) وتوجّه إلى برقة ولم يكن بينهما لقاء (?) فرجع العسكر إلى المهديّة في رجب منها (?)، بعد ما وقع في عسكره وباء وغلاء، فمات أكثر خيله ورجاله.
ثمّ بعثه المهدي في صفر سنة خمس عشرة وثلاثمائة على جيش كبير لقتال محمد بن خزر الزناتي، وقد قام بالمغرب واجتمع عليه خلق كثير. فسار حتى بلغ ما وراء تاهرت، وتفرّق
الأعداء. وعاد فخطّ برمحه مدينة في الأرض سمّاها المحمّدية- وهي المسيلة- وكانت خطّة (?) لبني كملان فأخرجهم منها ونقلهم إلى فحص القيروان، كأنّه توقّع منهم أمرا فأحبّ أن يكونوا قريبا منه. ولم يدر الناس معنى ذلك حتى ظهر أبو يزيد فكانوا أصحابه.
ولمّا تمّ بناء المحمّديّة سكنها كثير من الناس، وتقدّم أن يخزن بها كثير من الطعام ويحتفظ به، ففعل ذلك، فلم يزل مخزونا حتى خرج أبو يزيد، فكان المنصور إسماعيل بن محمد القائم هذا يمتار منه ولا يجد غيره.
ولمّا مات والده المهديّ عبيد الله كتم موته سنة (?) لتدبير كان له: فإنّه كان يخاف من اختلاف الناس عليه إذا علموا بموته. فلمّا تمكّن وفرغ من جميع ما يريد أظهر موت أبيه وبويع له في النصف من ربيع الأوّل سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة وله