مقبولين عند أبي عبدة.
توفّي سنة إحدى وستّين ومائتين.
محمّد بن الخير بن محمّد بن خزر، الزناتيّ.
أكثر ملوك المغرب سلطانا في وقته على زناته وغيرهم. وامتنع على المعزّ لدين الله أبي تميم معدّ، وعزّ عليه أخذه وطاعته له. فبينا أبو الفتوح يوسف (?) بن زيري بن مناد الصنهاجيّ جالس إذ أقبل عليه رجلان من خاصّة محمّد وأعلماه أنّه بموضع كذا متنزّها في شرذمة من أهله وخاصّته، فبادر إليه ليلا وصبحه، وهو يشرب في روضة مع طائفة من إخوته وأهل بيته. فلمّا أحاط به وضع سيفه في نحره وتحامل عليه حتى خرج من ظهره، مخافة أن يؤخذ أسيرا. وذلك في يوم الخميس لثلاث عشرة بقيت من شهر ربيع الآخر سنة 360 (?)، فحزّ يوسف رأسه وأنفذ به إلى المعزّ، فقدم لثلاث بقين منه إلى المنصوريّة من عمل القيروان، فبعث به إلى مصر فقدم في شعبان منها ومعه ثلاثة آلاف رأس فطيف بها، وقرئ كتاب المعزّ على المنبر بخبره (?).
محمّد بن دانيال بن يوسف بن عبد الله- وقيل:
محمّد بن دانيال بن أحمد بن معتوق- شمس الدين، أبو عبد الله، الخزاعيّ، الموصليّ، الطبيب، الكحّال.
مولده بالموصل يوم الثلاثاء تاسع عشر ذي الحجّة سنة ثمان وأربعين- وقيل: ستّ، وقيل:
سبع وأربعين- وستّمائة. وتوفّي بالقاهرة ليلة الأحد ثامن عشرين جمادى الآخرة سنة عشر وسبعمائة.
وكان كثير المجون والنوادر، له نظم حلو ونثر عذب وطباع داخلة، ونكت غريبة ونوادر عجيبة.
وكان يجلس بحانوت داخل باب الفتوح من القاهرة لمداواة أعين الرمدى. فمرّ به جماعة، وقد ازدحم الناس على حانوته ليكحّل أعينهم، ووقفوا عليه ليمجنوا معه. فقال له أحدهم: يا حكيم، هل تحتاج إلى عصيّ؟ - يريدون أنّ الذين كحّل أعينهم يعمون لسوء طبّه. فأجابهم سريعا:
لا، إلّا أن يكون فيكم من يقود لله، فليأت! - فخجلوا وانصرفوا عنه.
وأنعم عليه الملك الأشرف خليل بفرس، فرآه بعد أيّام على حمار رديء، فقال: يا حكيم، ما أعطيناك فرسا لتركبه؟