بها، ودخل مصر واستوطنها، واستفاد وأفاد، وقرّر هو وجنادة الهرويّ بدار العلم بالقاهرة، وصنّف كتابا في أخبار النحاة. روى عنه أبو سهل الهرويّ المؤذّن، وهو أحد الأدباء.
وقال المسبّحيّ: وله مصنّفات أدبيّة، وحمل عنه الحديث. وكان عنده حديث واحد عن أبي جعفر الطحاويّ. وعمل تاريخا للنحويّين.
وتاريخا مجموعا من أيّام القائد جوهر، وغير ذلك من المصنّفات. وله شعر صالح مجموع.
والحديث الذي أشار إليه المسبّحي رواه أبو ذرّ عبد بن أحمد الهرويّ فقال: حدّثنا محمد بن الحسين بن عمر، أبو عبد الله، التنوخيّ، المصريّ، بمصر لفظا- وكان صحيح السماع حسن الأصول- قال: سمعت أبا جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الطحاويّ، ولم أسمع منه غير هذا: أنا يزيد بن سنان: ثنا يزيد بن بيان عن أبي الرحّال عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ما أكرم شابّ شيخا لسنّه إلّا قيّض الله تعالى له عند سنّه من يكرمه».
ومن شعره أربع قواف لا خامس لها [المنسرح]:
أسقمني حبّ من هويت فقد ... صرت بحبّيه في الورى آية
يا غاية في الجمال صوّره ال ... - له، أما للصدود من غاية؟
تركتني بالسقام مشتهرا ... أشهر في العالمين من راية
أحبّ جيرانكم من اجلكم ... فعلّة الطفل تشبع الداية
قال المسبّحيّ: توفّي يوم الجمعة التاسع عشر من شهر ربيع الآخر سنة أربعمائة.
[224 ب] محمّد بن الحسين بن محمد بن آذر بهرام، أبو عبد الله، الفارسيّ، الكارزينيّ- بتقديم الراء المهملة على الزاي- المقرئ مسند القرّاء في زمانه.
تنقّل في البلاد وجاور بمكّة. قرأ القراءات على الحسن بن سعيد المطوّعيّ، وهو آخر من قرأ عليه. وقرأ بالبصرة على أحمد بن نصر الشذائيّ (?)، وببغداد على أبي القاسم عبد الله بن الحسن النحّاس.
وقرأ عليه جماعة، منهم: إبراهيم بن إسماعيل بن غالب المصريّ، وأبو القاسم الهذليّ، وأبو عليّ غلام الهراس، وأبو معشر عبد الكريم الطبريّ، وأبو القاسم بن عبد الوهاب، وأبو بكر محمّد بن المفرّج (?)، والشريف عبد القاهر بن عبد السلام العبّاسيّ، وآخرون.
ومات بعد سنة أربعين وأربعمائة، وهو إمام مشهور.
محمّد بن الحسين بن محمّد بن إبراهيم بن