المقفي الكبير (صفحة 198)

ودفن قريبا من زاوية ابن عبّود بالقرافة. فكانت مدّة مباشرته خمس سنين وشهرا واحدا وأيّاما، ومدّة مصادرته واحدا وعشرين يوما.

وكان جميل الوجه مليح الشكل، يجيد الكلام بالتركيّ والعربيّ. وكان جيّد الفكرة كثير الإهداء (?) والظرف ومحبّة أهل الفضل.

وكان يولع بالتصحيف (?) كثيرا ويحبّ المماليك ويبالغ في ملابسهم الفاخرة.

388 - برهان الدين الأغيريّ الخطيب [673 - 749] (?)

إبراهيم بن لاجين الأغيري، الشيخ برهان الدين، الرشيديّ، الشافعيّ.

ولد بالقاهرة سنة ثلاث وسبعين وستّمائة.

وأخذ القراءات عن التقيّ الصائغ، والفقه عن العلم العراقي، والأصول عن التاج البارنباريّ، والفرائض عن شمس الدين الدارندي، والنحو عن البهاء ابن النّحاس، والعلم العراقي، والأثير أبي حيّان، والمنطق عن السيف البغداديّ.

وحفظ الحاوي (?) في الفقه، والجزوليّة في النحو، والشاطبيّة في القراءات. وشارك في الطبّ والحساب. وأقرأ أصول ابن الحاجب وتصريفه، وكتاب التسهيل لابن مالك. وتخرّج به جماعة.

واشتهر بالصلاح والتواضع المفرط وسلامة الباطن.

وولي خطابة جامع أمير حسين بن جندر بحكر جوهر النوبيّ ظاهر القاهرة، فكانت القلوب تخشع لوعظه وتلين لقراءته في المحراب، لما على قراءته وخطابته من الروح، وسلامتهما من التكلّف والتصنّع.

وله خطب مدوّنة وشعر.

عرض عليه قضاء المدينة وخطابتها فامتنع، ولم يوافق [إلّا] بعد ما اجتمع بالسلطان وولّاه.

وكانت وفاته يوم النحر سنة تسع وأربعين وسبعمائة بالقاهرة في الطاعون.

389 - إبراهيم اليزيديّ [- 225] (?)

إبراهيم بن يحيى بن المبارك بن المغيرة، أبو إسحاق، ابن أبي محمد، العدويّ، اليزيديّ، أحد بني عديّ بن عبد شمس بن زيد مناة بن تميم، من رهط ذي الرمّة [67 أ]- وقيل: من موالي بني عديّ بن عبد شمس.

وقيل لأبيه «اليزيدي» لأنّه خرج مع إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بالبصرة، ثمّ توارى حتّى استتر أمره، واتّصل بيزيد بن منصور خال المهديّ فوصله بالرشيد. فعرف باليزيديّ.

وكان إبراهيم عالما بالأدب شاعرا مجيدا نادم الخلفاء. وقدم مصر مع المأمون وأبي إسحاق محمد المعتصم. وكان قد سمع أباه أبا محمد اليزيديّ والأصمعيّ.

وروى عنه أخوه أبو عليّ إسماعيل بن يحيى، وابنا أخيه أحمد وعبيد الله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015