الدين فيه سالم من هفوة ... والرزق فوق كفاية المسترزق
والناس كلّهم صديق صاحب ... داع، وطالب دعوة بترفّق
وقال [الكامل]:
لمّا تمكّن من فؤادي حبّه ... عاتبت قلبي في هواه ولمته
فرثى له طرفي وقال أنا الذي ... قد كنت في شرك الهوى أوقعته
عاينت حسنا باهرا فاقتادني ... سرّا إليه عند ما أبصرته
وقال [الوافر]:
أحنّ إلى زيارة حيّ ليلى ... وعهدي من زيارتها قريب [47 أ]
وكنت أظنّ قرب العهد يطفي ... لهيب الشوق فازداد اللهيب
وقال الحافظ قطب الدين عبد الكريم بن منير الحلبي: وفيه رئاسة وتؤدة ولين جانب، وكيس أخلاق، ومحاضرة حسنة. قويّ النفس في ذات الله، من بيت علم وزهادة وعبادة.
محمد بن إبراهيم بن سعيد بن عبد الرحمن بن
موسى، أبو عبد الله، العبديّ، البوشنجيّ، الماسونيّ (?)، الفقيه، الأديب، أحد الفقهاء والحفّاظ العلماء، شيخ أهل الحديث في عصره [بنيسابور].
مولده سنة أربع وثمانين ومائة. قال ابن يونس:
كان فقيه البدن (?)، صحيح اللسان. كتب عن أهل الشام وأهل مصر والكوفة. كتب الحديث بمصر مع أبي زرعة، وبالشام مع أحمد بن سيّار.
وقال الحاكم: نزل نيسابور وسكنها ومات بها.
وروى عن إبراهيم بن حمزة الزبيريّ، وإبراهيم بن المنذر الخزاميّ، وأحمد بن حنبل، وجماعة.
وسمع بمصر وبالحجاز وبالكوفة والبصرة وببغداد والشام. روى عنه محمد بن إسماعيل البخاريّ في آخر تفسير البقرة، فقال: ثنا محمد، ثنا النفيليّ، ثنا مسكين عن شعبة عن خالد الحذّاء عن مروان الأصفر عن رجل من أصحاب النبيّ صلّى الله عليه وسلّم- وهو ابن عمر- أنّ [الآية]: وَإِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ [البقرة: 284] نسختها [الآية التي بعدها:
لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها لَها ما كَسَبَتْ وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ [البقرة: 286]] (?).
حكى أبو نصر الكلاباذي عن الحاكم أنّ محمّدا الذي روى البخاري عنه هذا هو محمد بن إبراهيم البوشنجي المذكور في [47 ب] هذه الترجمة، وقال: وهذا ممّا أملاه البوشنجيّ بنيسابور.