سمع بمصر أبا الفتح (?) الحسن بن القاسم بن عمر بن محمد الصوفيّ وأبا القاسم يحيى بن عليّ بن محمد الطحّان الحافظ، وأبا محمد بن النحّاس، وأبا القاسم بن ميسرة، وأبا الحسن أحمد بن عبد العزيز بن بشر، وعبد الغنيّ بن سعيد.
وسمع بطليطلة من جماعة، وحدّث عن جماعة كثيرة من المحدّثين. قال ابن بشكوال: وكان فقيها عالما، وإماما متكلّما، حافظا للفقه والحديث، قائما بهما، متقنا لهما، إلّا أنّ المعرفة بالحديث وأسماء رجاله، والبصر بمعانيه وعلله كانت أغلب عليه. وكان مليح الخطّ جيّد الضبط، من أهل الرواية والدراية والمشاركة في العلوم، وكان أديبا شاعرا مجيدا لغويّا ديّنا فاضلا، كثير التصانيف والكلام على علم الحديث، حلو الكلام في تآليفه، وله عناية بأصول الديانات وإظهار الكرامات.
توفّي بطلبيرة (?) يوم الأربعاء منتصف شعبان سنة خمس وخمسين وأربعمائة [ومولده في حدود سنة ثمانين وثلاثمائة].
محمد بن إبراهيم بن موسى، أبو بكر، التميميّ، المصريّ، الصقلّيّ، الصوفيّ.
كتب الكثير وسافر في طلب الحديث إلى العراق، وحدّث بأحاديث يسيرة. روى عن عبد الله بن محمد المباركيّ، وحفص بن عمر
شيخه، وحضر مجلس الجنيد والنوريّ. روى عنه أبو سعد المالينيّ (?) بواسطة. وروى عنه أبو علي الحسين بن عليّ بن خلف، وأبو الحسن محمد بن عبد العزيز القنّيّ، وقال عنه: حضرت في مبيت مع الجنيد وأبي الحسين النوريّ وجماعة شيوخ، فأخذ القوّال يقول، فقام أبو الحسين النوريّ فتواجد وعبر على الجنيد، وقال: إنّما يستجيب الذين يسمعون.
فقال الجنيد: وَتَرَى الْجِبالَ تَحْسَبُها جامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ [النمل: 88].
محمد بن إبراهيم بن هاني بن عيشون، أبو عبد الله، الأندلسيّ، الإلبيريّ.
قدم مصر [وأخذ القراءات] عرضا عن محمد بن عبد الله بن أشته وسمع بعض تصانيفه.
وسمع أبا الحسن ابن حيويه، وحمزة الكنانيّ، والحسن بن الحسن الأسيوطيّ، وأبا بكر الآجري، وابن الأدفويّ. وعاد وأقرأ الناس بالأندلس، وأمّ بجامع طليطلة.
قال ابن الأبّار: مات بعد سنة تسعين وثلاثمائة، بعد ما حدّث وكتب وقرأ عليه غير واحد.
[36 أ] محمد بن إبراهيم بن هبة الله بن عليّ بن