بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
بهذا الجزء الخامس من كتاب «المقفّى الكبير» للمقريزيّ، نشرع في نشر مادّة القسم الهولندي من الكتاب، بعد نشرنا للقسم التركيّ والقسم الباريسيّ. والقسم الهولنديّ يشتمل على ثلاث مجلّدات محفوظة بالمكتبة الجامعيّة بمدينة ليدن تحت رقم 1366 أ، ب، س (وقد اصطلحنا عليها ب: ل 1، ل 2، ل 3).
هذا القسم يكاد يقتصر على تراجم المحمّدين، بعد تراجم قليلة منقطعة في حروف أخرى يفتتح بها المجلّد الأوّل. فكان من الممكن أن نجمع مادّة المجلّدات الثلاثة في جزءين نظرا لاتّحادهما في حرف الميم. ولكن فضّلنا مسايرة التقسيم الحاصل، ولا ندري أهو تقسيم أصليّ من المقريزيّ نفسه- وهذا القسم، مثل قسم باريس، هو مسوّدة بخطّه- أم هو توزيع حصل مؤخّرا عند التجليد؟
وهكذا يستوعب هذا الجزء الخامس مادّة مخطوط ل 1، وسيشمل الجزءان السادس والسابع مادّة المجلّدين ل 2 ول 3، فيستوي الكتاب إن شاء الله في ثمانية أجزاء، مع الجزء الذي نخصّصه للفهارس التفصيليّة المشتركة.
ومخطوط ليدن هذا، مثل مخطوط باريس- عرف مبكّرا عند الباحثين، من مستشرقين وعرب:
فقد نظر فيه العلّامة دوزي وأبدى بشأنه ملاحظات صائبة (?) فاستعرض تاريخ المخطوط، من اقتنائه بالمشرق سنة 1767 إلى انتقاله إلى جامعة ليدن سنة 1806، إلى العطب الذي أصابه بعد الانفجار والحريق الواقعين بالمدينة سنة 1807، ممّا قد يفسّر اختلال الترتيب، وفقدان بعض التراجم لبدايتها أو نهايتها، وفوضى توزيع الأوراق الطيّارة التي تلصق عموديّا وأفقيّا وتتخلّلها أحيانا تراجم دخيلة.
وعرّفه أيضا كاترومير فانتفع به ونقل عنه في تأريخه لسلاطين المماليك (?). وعرّفه العلّامة الصقلّيّ أماري فنقل منه- ومن مخطوط باريس- تراجم الأعلام الصقلّيّين في مكتبته العربيّة- الصقليّة (3). وعرّفه الباحث السوري حبيب الزيّات فنشر منه تراجم استطرفها (?).
وهذا المجلّد الأوّل يثير قضيّة أخرى، علاوة على قضيّة النقص والبتر وسوء الترتيب: وهي أنّه