المقفي الكبير (صفحة 1729)

قال: لا.

قال: فإنّ ملك مصر بعث الله إليه موسى وهارون أجلّ الرسل يقول لفرعون: أنت ملك.

فيأبى عليه ويقول: بل أنا إله. فما ظنّك بملك يبلغ طغيانه إلى الخروج إلى هذا؟ وقد أزاله المسلمون وملكوا أكثر كراسيّ النصرانيّة مثل الإسكندريّة وبيت المقدس وأنطاكية وغير ذلك من البلدان والأمصار، فيجب أن تحمد الله على ما أعطاك، وتشكره على ما خوّلك، وبقّاه عليك من نعمه، عندك، وورّثك من تيجان أسلافك.

ففعل ذلك وأكثر التذلّل لله عزّ وجلّ والثناء عليه.

وصنّف كتاب «أخبار النوبة والمقرّة وعلوة والبجة والنيل ومن عليه ومن قرب منه» (?) من غيرهم للعزيز بالله أبي منصور ابن المعزّ لدين الله، وقدّمه إليه وفيه فوائد كثيرة. وذكر فيه أنّه حصل عيد الأضحى وهو عند ملك النوبة، فخرج إلى ظاهر المدينة في نحو ستّين من المسلمين، ونشر بندين عليهما اسم المعزّ لدين الله وضرب الطبل والبوق وصلّى بالجماعة صلاة العيد، فأحبّ أولياء الملك من صاحبهم الإنكار عليه فأبى عليه وقال:

هذا رجل فارق [227 ب] أهله ووطنه، وهو يوم سرور يريد أن يتجمّل بفعله هذا فلا أبخل عليه به (?).

1532 - بدر الدين الحمولي قاضي القدس [- 645]

عبد الله بن إدريس بن محمد، الحمولي، الشافعيّ، بدر الدين، أبو الفتح.

كان فاضلا مباركا. ولي قضاء القدس ثمّ انفصل عنه وعاد إلى مصر وإلى أسيوط. وبها مات في رمضان سنة خمس وأربعين وستمائة.

1533 - ابن الدهّان [552 - 581] (1*)

[228 أ] عبد الله بن أسعد بن عليّ بن عيسى بن عليّ، الإمام العلّامة، مهذّب الدين، أبو الفرج، ابن الدهّان، الموصليّ، نزيل حمص، الفقيه الشافعيّ.

كان فقيها فاضلا، أديبا شاعرا، لطيف الشعر، مليح السبك، حسن المقاصد. غلب عليه الشعر واشتهر به، وله ديوان شعر صغير كلّه جيّد.

وضاقت به الحال في الموصل فعزم على قصد الصالح طلائع بن رزّيك سلطان مصر فضاقت يده عن حمل زوجته معه، فكتب إلى الشريف ضياء الدين أبي عبد الله زيد بن محمد بن محمد بن عبيد الله الحسنيّ نقيب العلويّين بالموصل [البسيط]:

وذات شجو أسال البين عبرتها ... باتت تؤمّل بالتفنيد إمساكي

لجّت فلمّا رأتني لا أصيخ لها ... بكت فأقرح قلبي جفنها الباكي

قالت وقد رأت الإجمال محدجة ... والبين قد جمع المشكوّ والشاكي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015