المقفي الكبير (صفحة 1726)

وصنعنا»، وأكثر مثل هذا بحضرة المهديّ حتى أغضبه وقال له: «اخرج، فلا أقام الله دولة تقيمها أنت وأخوك! ».

فقال أبو عبد الله: وقد بلغت منه حتى أحوجته إلى هذا الكلام إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ [البقرة: 156].

وحضر المائدة من ذلك اليوم وقد تغيّر وجهه ولونه، وظهر عليه ما حرّكه به أبو العبّاس.

[المهديّ والقرامطة]

وذكر القرطيّ (?) في تاريخه أنّ المهدي كتب إلى القرامطة: «وأنا أحلف، أيّها المؤمنون، بأجلّ ما يحلف به، أنّ فيما تلقّيته ممّا أطلعنا الله عليه من غيبه الذي استأثر به وآثر بعلمه أولياءه الذين فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ [البقرة: 38]، أنّه لا بدّ أن تحلّ ولا يتنا بخضراء بني أميّة بالشام وزوراء بني العبّاس بالعراق، ويكون لنا من الخلفاء مثل ما كان لبني أميّة في العدد». (قال) فقد والله كان جميع ما ذكره.

ووقّع المهديّ لقاضي قضاته [ابن] أبي المنهال، وقد أعاده إلى القضاء بعد عزله: إنّما عزلتك للينك ومهانتك، ورددتك لدينك وأمانتك.

وكتب عبيد الله إلى سعيد بن صالح بن سعيد بن إدريس بن صالح بن منصور صاحب مدينتي نكور وتمسيامان من بلاد المغرب يدعوه لطاعته، وكتب في أسفل كتابه [الطويل]:

فإن تستقيموا أستقم لصلاحكم ... وإن تعدلوا عنّي أر قتلكم عدلا

وأعلو بسيفي قاهرا لسيوفكم ... وأدخلها عفوا وأملؤها قتلا (1*)

1529 - أبو نصر السجزيّ [- 444] (2*)

[225 ب] عبيد [الله] بن سعيد بن حاتم بن أحمد بن محمد بن علويّة بن سهل بن عيسى بن طلحة، أبو نصر، الوائليّ، من بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أقصى بن دعمى بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار، السجستاني، السجزيّ.

أحد الحفّاظ المتقنين. سمع بخراسان ومكّة ومصر والبصرة والعراق الكثير.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015