المقفي الكبير (صفحة 1637)

عبد الحكم [163 ب] بن عبد الله، وعبد الرحمن بن عبد الله صاحب كتاب فتوح مصر، وسعد بن عبد الله، وقد ذكرنا الأربعة في مواضعهم من هذا الكتاب (?).

ولعبد الله أيضا من الكتب كتاب الأموال، وكتاب فضائل عمر بن عبد العزيز.

وخرّج له النسائيّ.

وكانت وفاته بمصر ليلة الثلاثاء الحادي والعشرين من شهر رمضان سنة أربع عشرة ومائتين. وقبره إلى جانب قبر الشافعيّ. وهو الأوسط من القبور الثلاثة.

1497 - ابن عبد الحميد [العمريّ] الناسك [- بعد 255] (?)

[164 أ] عبد الله بن عبد الحميد بن عبد الله الناسك، ابن عبد العزيز بن عبد الله بن عبيد الله بن عمر الخطّاب رضي الله عنه، أبو عبد الرحمن، العمريّ، العدويّ، القرشيّ.

ولد بالمدينة ونشأ بها. وقدم مصر وجالس محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وسمع منه الناس الحديث.

ثمّ مضى إلى إبراهيم بن الأغلب بالقيروان ومدحه، فوصله بألف دينار.

وعاد في سنة إحدى وأربعين ومائتين إلى مصر.

وكانت فيه أدوات من فقه وأدب وشعر ومعرفة

بالنجوم والفلسفة. فبلغه خبر المعدن وإشارة الناس للتبر، فاشترى عبيدا لعمل المعدن وسار إلى أسوان على سبيل التجارة، ونزل بها وجالس شيوخها وجاراهم العلم.

ثمّ دخل المعدن ونزل على حيّ من مضر، فوقع بين المضريّة والربعيّة اختلاف بسبب رجل قتل من مضر، فاجتمع الفريقان وأقيد القاتل ووهب وليّ المقتول الدم. ولم يحضر العمري فغضب من ذلك ورحل عنهم فلحقته جماعة من القوم ليترضّوه فامتنع عليهم وقال: نقمت عليكم اطّراحي إذ لم تحضروني هذا الأمر.

قالوا: ما علمنا أنّك تختار هذا. فإذ قد رغبت إلى مثله فلا خلاف عليك منّا، ولا نورد ولا نصدر بعد هذا إلّا عن أمرك.

وأتبعوا القول أيمانا مؤكّدة. فانتهز الفرصة بيمين القوم وجعلها بيعة فانحاز إلى معدن ممّا يلي الجنوب، وكانت المياه على بعد وربّما عطشوا.

فنظر ذات يوم إلى طير فقال: هذا من طيور الشطوط، وأحسب أنّ النيل قريب، فوجّه الوارد فكان كما قدّر، وعاد إليه من يومه بقرب الماء وأخبره بما شاهد من بلد مقرّة، وأنّهم في ظهره.

فسرّ بذلك وأمر الناس بالورود. فأنكرت النوبة شأنهم وقبضوا على جماعة منهم. فصار إليهم والتمس خلاصهم بعد أن راسل وتلطّف، وبعدعطش شديد نالهم بتأخّر الوارد حتى بلغت الشنكة (1*) در همين تبرا، فعرف ذلك المعدن من حينئذ بالشنكة. وسأل العمريّ النوبة أن يجعلوا له

طور بواسطة نورين ميديا © 2015