المقفي الكبير (صفحة 1504)

الإسلام وأهله بالموضع الرفيع، وذكرنا في كتابه المنزّل فقال: إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً [الأحزاب: 33].

ثم جعلنا ورثته وعصبته فزعمت السبائيّة (?) الضّلّال والمروانيّة الجهّال أنّ غيرنا أحقّ بالأمر منّا، فشاهت وجوههم بقولهم (?). وبنا هدي الناس بعد ضلالتهم وبصّروا بعد جهالتهم وأنقذوا بعد هلكتهم، فظهر الحقّ وأدحض الباطل ورفعت المحنة (?) وتمّمت النقيصة وجمعت الفرقة، وذلك بالنبيّ محمد صلّى الله عليه وسلّم. فلمّا قبض الله نبيّه قام بالأمر بعده أصحابه فحووا مواريث الأمم فعدلوا فيها ووضعوها مواضعها وأعطوها أهلها وخرجوا من الدنيا خماصا. ثم وثب بنو حرب وبنو مروان فابتزّوها أهلها فجاروا فيها وأساءوا وظلموا فأملى الله لهم حين آسفوه فانتقم منهم بأيدينا وردّ علينا حقّنا وتدارك أمّتنا وولي نصرنا والقيام بأمرنا كما قال: وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ (?) عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ [القصص: 5]. وإنّي لأرجو أن يتمّ لنا ما افتتح بنا، وسيأتيكم العدل والخير بعد الجور والشرّ، وما توفيقنا إلا بالله.

يا أهل الكوفة، [73 ب] إنّكم محلّ دعاتنا وأوليائنا. وأهل محبّتنا، فأنتم أسعد الناس بنا وأكرمهم علينا. وقد زدتكم في أعطياتكم مائة مائة، فاستعدّوا فإنّي السفّاح المنيح (?) والثائر المبير!

وكان موعوكا فجلس على المنبر وأشار لداود بن عليّ بالكلام فقام دونه فقال: شكرا شكرا! شكرا شكرا! إنّا والله ما خرجنا فيكم لنحفر نهرا ولا نبني قصرا ولا نسير سير الجبّارين الذين ساموكم السخف ومنعوكم النصف. أظنّ عدوّ الله أن لن نقدر عليه؟ أرخي له في زمامه حتّى عثر في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015