فكتب أبو مسلم إلى بسّام بن إبراهيم مولى بني ليث بن بكر، وهو بأبيورد في مناهضته فناهضه وقتله وأصحابه إلّا عدة تفرّقوا في البلاد. ويقال:
بل صاروا إلى نصر بن سيار قبل هربه. وما أحسن ما كتب به نصر بن سيّار إلى ربيعة واليمن عند ما ظهر أبو مسلم [البسيط]:
أبلغ ربيعة في مرو وذا يمن ... أن اغضبوا قبل أن لا ينفع الغضب (?)
ما بالكم تنشبون الحرب بينكم ... كأنّ أهل الحجى عن رأيكم غيب
وتتركون عدوّا قد أحاط بكم ... ممّن تأشّب لا دين ولا حسب
لا عرب مثلكم في الناس نعرفهم ... ولا صريح موال إن هم نسبوا
من كان يسألني عن أهل دينهم ... فإنّ دينهم أن تهلك العرب
قوم يقولون قولا ما سمعت به ... عن النبيّ ولا جاءت به الكتب
وكان ممّا صنع الله لأبي مسلم أنّ يزيد بن عمر بن هبيرة عامل مروان على العراق كان مبغضا لنصر بن سيّار مستثقلا لولايته خراسان فكتب إليه نصر [البسيط] (?):
أبلغ يزيد، وخير القول أصدقه ... وقد تيقّنت أن لا خير في الكذب
بأنّ أرض خراسان رأيت بها ... بيضا لو افرخ قد حدّثت بالعجب
وقد وجدنا فراخا بعد قد كثرت ... لمّا يطرن، وقد سربلن بالزّغب
إلّا تدارك بخيل الله معلمة ... ألهبن نيران حرب أيّما لهب (1*)
فقال يزيد: لا عليه، فما عندي واحد أمدّه به.
وكتب نصر إلى مروان يستمدّه فأمدّه بنباتة بن حنظلة الكلابيّ فقتل بجرجان. وكتب نصر إلى مروان [الوافر]:
أرى خلل الرماد وميض جمر ... حريّ أن يكون له ضرام
فقلت من التعجّب: ليت شعري ... أأيقاظ أميّة أم نيام؟
فإلّا تطفئوه يجرّ حربا ... يكون وقودها قصر وهام (2*)