وتوفّي بمصر في أوّل صفر سنة أربع وثلاثين وستّمائة، ودفن بسفح المقطّم.
ومن شعره (السريع):
من يكره العزل فانّي امرؤ ... أعدّه من جملة الأنعم
لو لم يكن فيه سوى أنّني ... نزّهت عن لفظة مستخدم
ومدحه الأديب أبو الحسين يحيى بن عبد العظيم الجزّار (?) بقصيدة، فلمّا فرغ من إنشادها أنشده لنفسه ارتجالا (الرمل):
وقريض راح من إعجازه ... يصلح الصبّ ويصبي الصّلحا
يا له شعر [ا] تناهى حسنه ... حسد الممدوح فيه المادحا
وله (الكامل):
بالمنطق اشتغلوا ويكفي قولهم ... «إنّ البلاء موكّل بالمنطق» (?)
[45 أ] عبد الرحمن بن عمر بن أحمد بن هبة الله بن محمد بن هبة الله بن محمد بن هبة الله بن
أحمد بن يحيى بن زهير بن هارون بن موسى بن عيسى بن عبد الله بن محمد بن عامر أبي جرادة، العقيليّ، الحلبيّ، أبو المجد، مجد الدين، ابن الصاحب كمال الدين أبي القاسم ابن العديم، الحنفيّ.
ولد بحلب في جمادى الأولى سنة أربع عشرة وستّمائة. وسمع من ثابت بن مشرّف حضورا، ومن عمّ أبيه القاضي أبي غانم هبة الله، وأبي محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان، وأبي حفص السهرورديّ، وعبد الرحمن بن بصلا، وابن شدّاد، والحاكم، وعبد اللطيف بن يوسف وابن روزبة، وجماعة بحلب وبمكّة ودمشق وبغداد ومصر والإسكندريّة.
وقرأ السبع على الفاسيّ. وخرّج له الحافظ أبو العبّاس ابن الظاهري (1*) معجما في عشرة أجزاء ذكر فيه شيوخه، وحدّث به بدمشق ومصر.
وانتهت إليه رئاسة الحنفيّة في وقته.
وكان صدرا معظّما محتشما ذا دين وتعبّد وأوراد وسيرة جميلة لولا [غرور] باد فيه وتيه.
وكان إماما مفتيا مدرّسا عالما بمذهبه عارفا بالأدب. وولي خطابة الجامع الحاكميّ في سنة ثلاث وستّين وستّمائة، وهو أوّل حنفيّ تولّى خطابة الجامع الحاكميّ (2*) بالقاهرة.
ودرّس بالمدرسة الظاهرية (3*)، وحضره السلطان فقيل: حتّى يقضي ورد الضحى. ثمّ جاء