[37 أ] عبد الرحمن بن موسى بن حجّاج، أبو القاسم، ابن أبي عمران، الكنانيّ، الكاتب.
ولد في صفر سنة إحدى وسبعين وخمسمائة بالإسكندريّة (?). [ ... ] ومن شعره [البسيط]:
يا قلب مالك باللذّات مشغول ... حتّام أنت بسيف اللهو مقتول؟
فاترك مناهيه وافعل ما أمرت به ... لعلّه منك يوم الحشر مقبول
هو أوّل من جمع الفقه في الدين وعلم العرب بالأندلس. ورحل في أوّل خلافة عبد الرحمن بن معاوية الداخل، فلقي مالكا ونظراءه، ولقي الأصمعيّ وأبا زيد الأنصاريّ (?) وأمثالهما، وداخل العرب في محالّها. وعاد إلى الأندلس فعطب بجهة تدمير فذهبت كتبه. فقصده أهل إستجة (?) يهنّئونه بقدومه ويعزّونه بذهاب كتبه، فقال لهم:
ذهب الخرج وبقي ما في الدرج! أنا شعبيّ (?) زماني، فليسألني من شاء منكم عمّا شاء!
وكان إذا قدم قرطبة لم يفت مفتوها عيسى ويحيى وسعيد بن حسّان حتى يرحل عنها.
وكان يسكن بقرية من قرى موزور (1*).
ولمّا وقع الاختلاف بين العرب والمولّدين (2*) بأستجة بسبب تحريش قعنب بينهم- وكان سبب ذلك إباية المولّدين من الصلاة خلف الإمام العربيّ، وكان (3*) خلفاء الأندلس لا يقدّمون للصلاة إلّا العرب- ترافعوا إلى السلطان يومئذ.
فقال لهم الوزر [اء]: أترضون بأبي موسى الهواري؟
فأجمع الفريقان على الرضى به. فوجّهوا فيه وحضّوه على صلاح ذات البين. فأجاب بأن يصلّي بلا رزق يجرى عليه. فكان يركب من باديته كلّ جمعة فيأتي أستجة فيصلّي بأهلها.
ثم ثقل في آخر عمره فاحتاج إلى شراء دار على مقربة من الجامع فسكنها إلى أن توفّي.
وكان له كتاب في القراءات وكتاب في تفسير القرآن، وكان ابن لبابة يرويه عن العتبيّ عنه.
وكانت العبادة أغلب عليه من العلم.
وتوفّي [ ... ].
[38 أ] عبد الرحمن بن موهب بن عامر، المعافريّ، أبو [ ... ].
شهد فتح مصر، وكان شريفا بها في أيّامه.
روى عن معاوية وابن عبّاس.