سنة إحدى عشرة وسبعمائة.
ثمّ قبض عليه في ربيع الآخر سنة ثنتي عشرة وسجن بالكرك فلم يفرج عنه إلى سنة عشرين.
تنقّل في الخدم، وولي الأشمونين من الوجه القبلي. ثم نقل إلى شدّ الدواوين في وزارة الجمالي (?). وأخرج إلى دمشق لتغيّر السلطان عليه، ثمّ ولّاه شدّ الدواوين بها، حتى مات في سنة إحدى وأربعين وسبعمائة.
وكان ظالما غشوما سفّاكا للدماء. يتكلّم بعظائم ويتّهم في اعتقاده ودينه.
[18 أ] ظافر بن القاسم بن منصور بن عبد الله بن خلف بن عبد الغنيّ، أبو القاسم وأبو المنصور، الجذامي، الجرويّ، البرقي، الإسكندرانيّ، المعروف بالحدّاد، الشاعر المشهور.
أحد الشعراء المجيدين. قال فيه الرشيد (?) في كتاب الجنان: «شاعر مجيد مستعذب النظم موصوف بالفهم». وقال الإمام أبو الطاهر ابن
عوف: «لم يعرف لظافر الحدّاد خربة (1*) في دينه».
ولظافر ديوان شعر أكثره جيّد، ومعظمه في مديح وزراء الدولة الآمريّة والحافظيّة وأعيان مصر. وكان كثير الاختصاص بأبي علي بن الفضل (2*)، فنوّه به لمّا وزر في سنة أربع وعشرين وخمسمائة، وله فيه قصائد عديدة. وقد روى عنه الحافظ السّلفي وغيره من الأعيان. فمن مختار شعره قصيدته الذاليّة وهي [الكامل]:
لو كان بالصبر الجميل ملاذه ... ما سحّ وابل دمعه ورذاذه
ما زال جيش الحبّ يغزو قلبه ... حتّى وهى وتقطّعت أفلاذه
لم يبق فيه للغرام بقيّة ... إلّا رسيسا يحتويه جذاذه
من كان يرغب في السلامة فليكن ... أبدا من الحدق المراض عياذه
لا تخدعنّك بالفتور فإنّه ... نظر يضرّ بقلبك استلذاذه 5
يا أيّها الرشأ الذي في لحظه ... سهم إلى حبّ القلوب نفاذه
درّ يلوح بفيك، من نظّامه؟ ... خمر يجول عليه، من نبّاذه؟
وقناة ذاك القدّ كيف تقوّمت؟ ... وسنان ذاك اللحظ ما فولاذه؟
رفقا بجسمك لا يذوب فإنّني ... أخشى بأن يسطو عليه لاذه (3*)
هاروت يعجز عن مواقع سحره ... وهو الإمام، فمن ترى أستاذه؟ 10