إليه أيسره. فعدّد عليه ما أقطعه وأجرى له، وما أزاح من علله لئلّا يتعرّض إلى ما نهاه عنه من هذا وأمثاله. فقال: العفو والتوبة! - فأمر به فضربت عنقه وأحرق بالنار. كذا ذكر الأمير المسبّحي، وهو أقعد بأخبار القوم (?).
وقال مؤلّف كتاب الكنوز (?): ومرّ- يعني الحاكم- يوما في موكبه، ومعه قاضي قضاته الحسين بن عليّ بن النعمان، بالمكان الذي يباع فيه الحطب، وفيه من الحطب ما لا يحصى كثرة.
فوقف وأمر أن يؤجّج بالنار، ثمّ أمر بالقاضي فأنزل عن دابّته، وهو غافل لا يدري، ثمّ رمي به في تلك النار حتى هلك. ومرّ الحاكم كأنّه لم يصنع شيئا (?).
حسين بن عمر بن ظاهر، الفارسيّ، الحسنيّ، نور الدين.
ولد سنة بضع وسبعين وخمسمائة، واشتغل بالفقه على مذهب أبي حنيفة، ونظر في الطبّ.
وأمّ بالحنفيّة في المدارس الصالحيّة بين القصرين حتى مات في حادي عشر المحرّم سنة ثلاث وخمسين وستّمائة. وكان خيّرا عفيفا.
الحسين بن عمر بن نصر بن الحسن بن سعد بن عبد الله بن باز، أبو عبد الله، الموصليّ.
ولد بالموصل يوم الثلاثاء الخامس والعشرين من ذي الحجّة سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة، وسمع بها من أبيه وغيره. وسمع ببغداد من لاحق بن عليّ و [فخر النساء] شهدة (?) بنت [أحمد] الأبري وجماعة.
وقدم إلى الشام ومصر تاجرا، وولي دار الحديث المظفّريّة بالموصل، وحدّث بها.
وتوفّي بها في ليلة الثاني من شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وعشرين وستّمائة.
الحسين بن علي بن يزيد بن داود بن يزيد، أبو عليّ، النيسابوري، الصائغ الحافظ.
ولد سنة سبع وسبعين ومائتين، ورحل في طلب الحديث وطوّف، وجمع فيه وصنّف، وسمع بهراة، وبنسا، وبجرجان وبغداد، والكوفة، والبصرة، وواسط، والأهواز، وأصبهان، والموصل، والشام، ومصر، وغزّة، ومكّة، من جماعة منهم: إبراهيم بن أبي طالب، وجعفر بن أحمد بن نصر الحافظ، وعبد الله ابن شيرويه،