ثمّ كبّر للصلاة فصلّى فسجد [398 أ] بين ظهري صلاته سجدة أطالها. (قال أبي) فرفعت رأسي، فإذا الصبيّ على ظهر رسول الله صلّى الله عليه وسلم وهو ساجد.
فرجعت (?) في سجودي. فلمّا قضى رسول الله صلّى الله عليه وسلم صلاته قال الناس: يا رسول الله، إنّك سجدت بين ظهري الصلاة سجدة أطلتها حتّى ظننّا أنّه قد حدث أمر أو أنّه يوحى إليك؟
قال: كلّ ذلك لم يكن، ولكنّ ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتّى يقضي حاجته.
أخرجه النسائي، وإسناده قويّ.
وقال حسين بن واقد عن أبي بريدة عن أبيه قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم يخطبنا، فجاء الحسن والحسين عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران. فنزل من المنبر فحملهما فوضعهما بين يديه. ثمّ قال: صدق الله ورسوله: إِنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ (التغابن: 15). نظرت إلى هذين [الصبيّين] يمشيان ويعثران، فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما.
أخرجه أبو داود والترمذي والنسائيّ.
وقال أبو داود الطيالسيّ: حدّثنا عمرو بن ثابت عن أبيه عن أبي فاختة عن عليّ أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال لابنته: إنّي وإيّاك وهذين وهذا- يعني ولديها وعليّا- يوم القيامة في مكان واحد.
وروى الزبير بن بكّار عن زينب بنت أبي رافع
[عن أبيها] قال: أتت فاطمة بنت النبيّ صلّى الله عليه وسلم بابنيها إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم في شكوه الذي توفّاه الله فيه، فقالت: يا رسول الله، هذان ابناك، فورّثهما شيئا.
قال: أمّا حسن، فإنّ له هيبتي وسؤددي. وأمّا حسين فإنّ له جرأتي وجودي.
وقال حمّاد بن زيد: حدّثنا يحيى بن سعيد عن عبيد بن حسين [قال]: حدّثني الحسين بن عليّ قال: أتيت عمر بن الخطّاب وهو على منبر، فصعدت إليه فقلت: انزل عن منبر أبي، واذهب إلى منبر أبيك.
فقال عمر: لم يكن لأبي منبر- وأخذني وأجلسني معه. فجعلت أقلّب الحصى بيدي. فلمّا نزل [500 ب] انطلق بي إلى منزله، فقال لي: من علّمك [هذا] (?)؟
قلت: والله ما علّمنيه أحد.
فقال: يا بنيّ، لو جعلت تغشانا؟
(قال): فأتيته يوما وهو خال بمعاوية، وابن عمر بالباب. فرجع ابن عمر ورجعت معه. فلقيني بعد ذلك فقال: لم أرك؟
فقلت: يا أمير المؤمنين، جئت، وأنت خال بمعاوية، وابن عمر بالباب، فرجع ابن عمر فرجعت معه.
فقال: أنت أحقّ بالإذن من ابن عمر، وإنّما أثبت ما ترى في رءوسنا الله ثمّ أنتم (?).