المقفي الكبير (صفحة 1244)

الناس إليه، وكتب له العهد بولاية السيارتين في ثوب مصمّت، وعلّم عليه الظاهر. وجمع الناس لحضور الخلع وسماع العهد. وأحضر ابن دوّاس وبنو عمّه إلى القصر، فخرج معضاد الخادم وأجلسه في صفّة على باب الستر، ووجوه الدولة بين يديه. فلمّا تعالى النهار خرج نسيم الصقلبيّ صاحب الستر والسيف، ومعه مائة رجل من السعيديّة أصحاب الركاب، وقال لابن دوّاس:

مولانا يسلّم عليك ويقول: قد جعل هؤلاء القوم أصحاب السيوف برسمك.

فقبّل الأرض ووقف القوم قياما بين يديه. وعاد نسيم فقالت له السيّدة: اخرج وقف بين يدي ابن دوّاس وقل: يا عبيد مولانا، مولانا يقول لكم:

هذا قاتل مولانا الحاكم (?)، واعله بالسيف، ومر السعيديّة بأن يقتلوه! .

فخرج نسيم في عدّة من الصقالبة وفعل ما أمرته به وأخذ رأس ابن دوّاس ودخل به إلى السيّدة فوضعته بين يديها وأمرت بإخراج جثّته فرميت على باب القصر. ولم يعترض فيه معترض، وتفرّق الناس (?).

1248 - النجم الأسوانيّ [646 - 739] (?)

[497 أ] الحسين بن علي بن سيّد الأهل بن أبي الحسن بن قاسم بن عمّار، الأسديّ، نجم الدين،

الأسوانيّ، الأصفونيّ، المعروف بابن أبي شيخة، الفقيه الشافعيّ.

سمع من أبي عبد الله محمد بن عبد الخالق بن طرخان، ومحمد بن إبراهيم بن عبد الواحد المقدسي، وأبي عبد الله محمد بن عبد القويّ، وأبي الحسين علي بن أحمد الغرّافي (?)، والحافظ شرف الدين عبد المؤمن الدمياطيّ.

وحدّث بالقاهرة، وأخذ الفقه عن أبي الفضل جعفر التزمنتي وغيره. وبرع في الفقه ودرس بالملكيّة (?) وأشغل الطلبة في غالب العلوم، وأفتى. وله تجرّد وسياحة.

وكان قويّ النفس حادّ الخلق مقداما في الكلام. وبيته معروف أهله بالعلم والصلاح.

توفّي في صفر سنة تسع وثلاثين وسبعمائة.

وله أخبار، منها أنّه كان من جملة فقهاء المدرسة الشريفيّة (?) فحضر درس قاضي القضاة ابن بنت الأعزّ فأنشد القوّال (?) قصيدا في [396 أ] مدح رسول الله صلّى الله عليه وسلم. فصرخ هو وحصلت له حالة.

فأنكر القاضي وقال: إيش هذا؟ .

فقام منزعجا وقال: هذا شيء ما تذوقه أنت- وترك الفقاهة. وكان يقرئ في كلّ شيء من أيّ كتاب كان، وانتفع به جماعة.

ورأيت بخطّ قاضي القضاة تاج الدين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015