وعشرين وثلاثمائة (?).
[423 ب] حبش بن محمد بن إبراهيم بن أبي يعلى، الشيخ الصالح، أبو محمّد، ابن أبي عبد الله، الفرّاء.
كان لأبيه زاوية بمصر، فأقام هو بها [إلى أن مات للنصف من شهر] ربيع الأوّل سنة ثلاث وثلاثين وستّمائة.
حبيش- بضمّ الحاء المهملة وفتح الباء الموحّدة وسكون الياء آخر الحروف ثمّ شين معجمة- بن دلجة- بفتح اللام، وقيل:
بإسكانها- بن عمرو بن مشمت بن مذعور بن فردم بن حبيب بن زيد بن عوف بن حيّ بن وائل بن جشم بن مالك بن كعب بن القين- واسمه النعمان، وإنّما حضنه عبد يقال له القين، فغلب عليه- بن جسر بن شيع الله بن أسد بن وبرة بن ثعلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة، أبو [ ... ]، القينيّ، أحد وجوه أهل الشام من أهل الأردنّ.
شهد صفّين مع معاوية، وكان يومئذ على قضاعة الأردنّ. وولّاه يزيد بن معاوية على أهل الأردنّ يوم بعثهم إلى الحرّة. وقدم مصر مع مروان بن الحكم، وكان على مقدّمته، حتّى صالح
أهل مصر وملكها. فعقد له في جمادي الأولى سنة خمس وستّين وسيّره في خمسة آلاف من أهل الشام إلى المدينة ليخرجوا منها عمّال عبد الله بن الزبير رضي الله عنه، وقال له: أنت على ما كان عليه مسلم بن عقبة.
فخرج لعشر خلون منه ومضى حتّى نزل بذي المروة، ووجد رسولا من ابن الزبير بكتابه إلى عبد الرحمن بن جحدم عامله على مصر، ولم يكن بلغه غلب مروان على مصر. فضرب عنقه، ومضى إلى المدينة فدخلها ونزل في دار مروان دار الإمارة. وكان عليها جابر بن الأسود بن عوف ابن أخي عبد الرحمن بن عوف من قبل ابن الزبير.
ففرّ جابر، فبعث الحارث بن أبي ربيعة- أخو عمر بن أبي ربيعة- جيشا من البصرة، وكان واليا عليها لابن الزبير، وجعل عليهم حنتف بن السجف التميمي (?) لحرب حبيش، فلمّا سمع بهم حبيش سار إليهم من المدينة، وبعث عبد الله بن الزبير عبّاس بن سهل بن سعد الساعديّ إلى المدينة أميرا وأمره أن يسير في طلب حبيش، حتّى يوافي جند البصرة. فأقبل عبّاس (?) من مكّة حتى لحقهم وهو في آثارهم، بالرّبذة فقاتلهم حبيش فرما [هـ] يزيد بن سياه [الأسواريّ] بسهم فقتله في غرّة رمضان منها وانهزم أصحابه (?)، وتحرّز منهم خمسمائة بالمدينة، فقتلهم عبّاس بن سهل،