أن لا تكسر بعد حقا ولا بعد ما هو بمعناها وإذا كانت للردع والزجر جاز الوقف عليها والابتداء بما بعدها وإذا صلحت لذلك ولغيره جاز الوقف عليها والابتداء بها على اختلاف التقديرين.
الباب التاسع في الكلمتين اللتين ضمت إحداهما إلى الأخرى فصارتا كلمة واحدة لفظا
وهي ضربان إحداهما أن يضم المعنى أيضا فلا يفضل بينهما بحال لأنهما كلمة واحدة وثانيهما أن لا يضم المعنى فيجوز الفصل بينهما الضرورة وكذاهما في الخط ضربان أحدهما أن تكتبا منفصلتين والثاني أن تكتبا عليهما مبني على الخط فمن ذلك قوله تعالى ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو فماذا على وجهين أحدهما أن تكون ما مع ذا كلمة واحدة والأخر أن تكون ذا معنى بمعنى الذي فيكونان كلمتين فالعفو على الأول منصوب بفعل مقدر أي قل ينفقون العفو وعلى الثاني مرفوع خبر مبتدأ محذوف أي قل الذي ينفقونه هو العفو ومن لاول قوله تعالى في النحل وقيل للذين اتقوا ماذا أنزل ربكم قالوا خيرا ومن الثاني قوله فيها وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم قالوا أساطير الأولين ومن ذلك قوله تعالى أو أمن أهل القرى وقوله أو آباؤنا الأولون قرئ باسكان الواو وفتحها فمن فتحها يجعلها واو عطف والهمزة للاستفهام كانت مع ما بعدها كلمة واحدة لأنها وحدها لا تستقل بنفسها ومن أسكنها كانت أو التي للعطف وهي مستقلة فتكون كلمة وما بعدها كلمة فعلى الأول لا يجوز الوقف على الواو وعلى الثاني يجوز وأما الواوات في قوله أو عجبتم أو ليس الله أو ليس الله أو كلما عاهدوا أو أصابتكم مصيبة أو من ينشأ في الحلية فواوات عطف لا يجوز الوقف عليها ومن ذلك كالوهم أو وزنوهم فكل منهما كلمة واحدة لأن الضمير المنصوب مع ناصبة كلمة واحدة هنا وان كان المعنى كالوا لهم أو وزنوا لهم ولو كانا كلمتين لكتب بينهما ألف كما كتبوها في جاؤا وذهبوا فلا يجوز الوقف على كالواو وزنوا وعن عيسى بن عمر وحمزة انهما كانا يقرآن كالوا لهم أو زنوا لهم فيجوز على مذهبهما الوقف على الواو عند الضرورة والابتداء بقوله هم اجراء لهم مجرى قولهم قاموا هم وقعدوا هم ومن ذلك قوله وإذا ما غضبوا هم يغفرون فغضبوا كلمة وهم كلمة وموضع هم رفع لأنه مؤكد للضمير المرفوع وقوله لا انفصام كلمتان وقوله لا نفضوا كلمة واحدة واللام للتأكيد وكذا قوله ولا اوضعوا وقوله ولا اذبحنه وكتب هذان في المصحف بزيادة ألف بعد لا كما ترى ومن ذلك قوله ومالي لا اعبد الذي فطرني فما كلمة وهي حرف نفي ولى أخرى أي لا مانع لي من عبادته بخلافها في قوله مالي لا أرى الهدهد فأنها كلمة واحدة للاستفهام كما الاستفهامية وأما فما هؤلاء القوم في النساء ومال هذا الكتاب في الكهف ومال هذا الرسول في الفرقان وفمال الذين كفروا في المعارج فكلمتان واختار الأصل انهما كلمة واحدة ووقف على في ذلك أبو عمرو الكسائي بخلاف عنه والباقون على اللام واختار ابن الجزري الوقف على ما لكل القراء فمن وقف على ما ابتدأ بما بعدها واتفقوا على كتابة اللام منفصلة ومن ذلك قوله احد عشر كوكبا فأحد وعشر كلمتان فيجوز الوقف على أولهما للضرورة ومن ذلك يومئذ وحينئذ فمجموع كل منهما كلمة واحدة فلا يوقف على أولهما بحال لاتصاله مع إذ خطا سواء أعرب يوم أم بني خلافا لبعضهم فيما إذا أعرب ومن ذلك قوله أيأمركم بالكفر وبعد إذ أنتم مسلمون فبعد وإذ كلمتان إذ هنا عاملة للجر في الجملة بعدها فلا تكون مبنية مع غيرها وجميع ما ذكر