فَجَلَسَ ثُمَّ قَامَ الثَّانِيَةَ.
فَقَالَ: «اجْلِسْ» .
فَجَلَسَ ثُمَّ قَامَ فِي الثَّالِثَةِ.
فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ.
فَقَالَ: «وَمَا حَدُّكَ» .
قَالَ: أَتَيْتُ امْرَأَةً حَرَامًا.
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرِجَالٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فِيهِمْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَالْعَبَّاسُ وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ: «انْطَلِقُوا بِهِ فَاجْلِدُوهُ مِائَةَ جَلْدَةٍ» .
وَلَمْ يَكُنِ اللَّيْثِيُّ تَزَوَّجَ.
فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلا تَجْلِدُ الَّتِي خَبُثَ بِهَا؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ائْتُونِي بِهِ مَجْلُودًا» .
فَلَمَّا أُتِيَ بِهِ.
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَاحِبَتُكَ» .
قَالَ: فُلانَةٌ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي بَكْرٍ.
فَدَعَا بِهَا فَسَأَلَهَا.
فَقَالَتْ: كَذَبَ وَاللَّهِ مَا أَعْرِفُهُ وَإِنِّي مِمَّا قَالَ لَبَرِيئَةٌ.
اللَّهُ عَلَى مَا أَقُولُ مِنَ الشَّاهِدِينَ.
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ شَهِدَ عَلَى أَنَّكِ خَبُثْتَ بِهَا فَإِنَّهَا تُنْكِرُ، فَإِنْ كَانَ لَكَ شُهَدَاءُ جَلَدْتُهَا حَدًّا وَإِلا جَلَدْنَاكَ حَدَّ الْفِرْيَةِ» .
فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لِي شَاهِدًا.
فَأَمَرَ بِهِ فَجُلِدَ حَدَّ الْفِرْيَةِ ثَمَانِيَ جَلْدَةٍ.
قُلْتُ: رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَغَيْرُهُ بِاخْتِصَارٍ كَثِيرٍ.