وسمع بالإسكندرية من أبي الحسن علي بن أحمد الغرافي، وأبي الحسين يحيى بن أحمد بن الصواف وغيرهما.

وبمكة من التوزري وغيره، وبحلب من سنقر الزيني وغيره، وبنابلس من العماد بن بدران (1) .

تلاميذه:

واصل الذهبي خدمته للحديث الشريف، وانتشرت مؤلفاته وتحقيقاته، فأحبه الجميع وخاصة طلاب العلم، الذين رحلوا إليه من كل حدب وصوب لينهلوا من فيض علمه، وليسمعوا مؤلفاته، حتى وصفه الشوكاني بقوله: "وجميع مصنفاته مقبولة مرغوب فيها، رحل الناس لأجلها وأخذوها عنه، وتداولوها وقرأوها وكتبوها في حياته، وطارت في جميع بقاع الأرض، وله فيها تعبيرات رائعة وألفاظ شيقة ... " (2) .

مؤلفات الإمام الذهبي:

ما تزال آثاره -من مصنفات ومختصرات ومستخرجات- والتي تقارب المائة (3) دلائل صادقة على حياته الحافلة بالتعلم والتعليم، وجهاده المتواصل في خدمة العلم، وعلى مدى ما بذل في خدمة السنة النبوية المشرفة، وقد امتازت مؤلفاته بتحقيقها العلمي الدقيق، وبأسلوبها الشيق الجميل، ومعظمها في التاريخ والتراجم والحديث، وقد قال الصفدي فيه: "ولم أجد عنده جمود المحدثين ولا كودنة (4) النقلة، بل هو فقيه النظر له دربة بأقوال الناس، ومذاهب الأئمة من السلف وأرباب المقالات، وأعجبني منه ما يعانيه في تصانيفه من أنه لا يتعدى حديثاً يورده حتى يبين ما فيه من ضعف متن أو ظلام إسناد، أو طعن في رواته، وهذا لم أر غيره يراعي هذه الفائدة فيم يورده" (5) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015