عن شيوخه، وذكرت لنا مصادر ترجمته بعضاً من نظمه في المدح (1) .

وكان كثير الاعتناء بالشعراء، تدل على ذلك تراجمهم الواسعة في كتابه "تاريخ الإسلام" والنماذج الشعرية الكثيرة التي أوردها، ومن شعره قوله:

إذا قرأ الحديث على شخص ... وأخلى موضعاً لوفاة مثلي

فما جازى بإحسان لأني ... أريد حياته ويريد قتلي

مشيخته:

قال النعيمي: "وولي مشيخة الظاهرية قديماً، ومشيخة النفيسية والفاضلية والسكرية وأم الصالح، وغير ذلك" (2) .

وفاة الإمام الذهبي:

شاخ الذهبي وقارب السبعين إلا أنه لم يفقد نشاطه ولم يتحول عن آرائه، وكانت تآليفه قد كثرت وشاعت، وصيته قد ذاع وطار حتى صار مؤرخ الإسلام ومحدث العصر، وهو لا يتعب ولا يتوقف والنور يخبو من عينيه شيئاً فشيئاً حتى أضرّ في أواخر حياته، قبل موته بأربع سنين أو أكثر بماء نزل في عينيه، فكان يتأذى ويغضب إذا قيل له: لو قدحت هذا لرجع إليك بصرك، ويقول: ليس هذا بماء، وأنا أعرف بنفسي لأني ما زال بصري ينقص قليلاً قليلاً إلى أن تكامل عدمه.

قال ابن كثير: "وفي ليلة الاثنين ثالث شهر ذي القعدة، توفي الشيخ الحافظ مؤرخ الإسلام وشيخ المحدثين شمس الدين أبو عبد الله محمد بن عثمان الذهبي بتربة أم صالح، وصلي عليه يوم الاثنين صلاة الظهر في جامع دمشق، ودفن بباب الصغير، وقد ختم به شيوخ الحديث وحفاظه رحمه الله" (3) .

ثناء العلماء عليه:

لا بد وأن أشير إلى ثناء العلماء عليه وشهادتهم له بالفضل والعلم، وخاصة في علم الحديث، فقد وصفه تلميذه صلاح الدين الصفدي المتوفى سنة (764هـ)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015