(لله منبره الَّذِي من حوله ... للجنة الفيحاء روض ناضر)
كَانَ الْمُسلمُونَ بعد قدومه إِلَى الْمَدِينَة وَتَمام هجرته الزكية يعلمونه إِذا حضر مِنْهُم أحد وأشرف على الْمنية فَيَأْتِي المحتضر ويستغفر لَهُ وَيجْلس عِنْده حَتَّى إِذا قبض انْصَرف أَو قعد إِلَى أَن يدخلوه لحده
فَرُبمَا طَالَتْ الشقة وخافوا أَن تحصل لَهُ الْمَشَقَّة فَكَانُوا يعلمونه بِالْمَيتِ بعد قَضَاء نحبه فيأتيه وَيُصلي عَلَيْهِ ويستغفر لَهُ من ذَنبه ثمَّ ينْصَرف بعد الصَّلَاة أَو يمْكث إِلَى أَن يغيب فِي الفلاة
ثمَّ كَانُوا بعد ذَلِك يحملون الْمَيِّت إِلَيْهِ فَيشْهد جنَازَته وَيُصلي عِنْد بَيته عَلَيْهِ
واستقرت دوائر الْأَمر على هَذِه المراكز فَسُمي الْمَكَان الَّذِي كَانَ يُصَلِّي فِيهِ مَوضِع الْجَنَائِز
(طُوبَى لمن صلى عَلَيْهِ الْمُصْطَفى ... خير الورى من صَحبه الْأَبْرَار)