لَيْسَ بِفَظٍّ وَلَا غليظ وَلَا صخاب فِي الْأَسْوَاق وَلَا فحاش وَلَا مزاح وَلَا عياب
يتفقد أَصْحَابه ويؤثرهم بخيره وَلَا يقصر عَن الْحق وَلَا يجوزه إِلَى غَيره يُقَابل من استوطن دَار الدُّنْيَا باللوم وَيجْلس حَيْثُ انْتهى بِهِ مجْلِس الْقَوْم لَا يغْضب لنَفسِهِ وَلَا ينتصر لَهَا ويعظم دَقِيق النِّعْمَة ويستبحر وشلها
يكرم كريم كل قوم ويوليه عَلَيْهِم وَيَقْضِي حوائج النَّاس ويتودد إِلَيْهِم ينذرهم ويبشرهم ويؤلفهم وَلَا ينفرهُمْ
مَجْلِسه مجْلِس حَيَاء وحلم وصبر وَأَمَانَة علم يوقر فِيهِ الْكَبِير ويحفظ الْغَرِيب وَيرْحَم الصَّغِير لَا ترفع فِيهِ الْأَصْوَات وَلَا تؤبن الْحرم وَلَا يتنازع فِيهِ الحَدِيث وَلَا تخفر الذمم
إِذا تكلم أطرق جُلَسَاؤُهُ كَأَنَّمَا على رُؤْسهمْ الطير وَإِذا سكت تكلمُوا فِيمَا يجلب لَهُم النَّفْع وَالْخَيْر يبْذل فِي نصح أمته جهده وَالنَّاس فِي الْحق سَوَاء عِنْده لَا يمِيل عَن طَالب الْحَاجة وَلَا ينحرف ويصابر من جالسه أَو قاومه حَتَّى يكون هُوَ المنصرف