فَاجْتمعُوا فِي دَار الندوة وَاتَّفَقُوا على قتل من جعله الله للنَّاس قدوة ورصدوه فِي بَيته لَيْلًا وظنوا أَنهم ينالون مِنْهُ نيلا فخابوا وخسروا وبأفهار الْقدْوَة الإلهية كسروا
ثمَّ هَاجر صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَخرج بِإِذن من أنزل الْقُرْآن وَتكلم فَمضى وَمَعَهُ أَبُو بكر إِلَى غَار ثَوْر وَاشْتَدَّ فِي طلبهما أهل الظُّلم والجور وذهبوا يقصون الْآثَار حَتَّى انْتَهوا إِلَى بَاب الْغَار فَلَمَّا رَأَوْا إِلَى بَيت العنكبوت وعش الْحمام نكصوا على أَعْقَابهم كَأَنَّمَا يساقون إِلَى الْحمام
ثمَّ قوى عزمهما على الترحال بعد مكثهما فِي الْغَار ثَلَاث لَيَال فَأمر عبد الله بن أريقط بِالْمَسِيرِ وصحبا مِنْهُ أَي دَلِيل بالطرق خَبِير وتبعهم عَامر بن فهَيْرَة على سَبِيل الْخدمَة وَسَارُوا مشمولين ببركة من أتم الله عَلَيْهِ النِّعْمَة
فَبَيْنَمَا هم سائرون وَإِلَى جِهَة قصدهم صائرون عرض لَهُم سراقَة بن مَالك فِي الطَّرِيق فرسخت قَوَائِم فرسه معْجزَة لصَاحب الْوَجْه الشريق ثمَّ أطلق ببركة دُعَائِهِ وَالْتزم برد الْمُشْركين المشتدين من وَرَائه